Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 63-65)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَـٰذَا } قال مجاهد : أي في غِطاء وغفلة وعَماية عن القرآن . ويقال : غمره الماء إذا غطاه . ونهر غَمْر يغطّي من دخله . ورجل غمر يغمره آراء الناس . وقيل : « غمرة » لأنها تغطّي الوجه . ومنه دخل في غُمار الناس وخُمارهم ، أي فيما يغطيه من الجمع . وقيل : « بل قلوبهم في غمرة » أي في حَيْرة وعَمًى أي مما وصف من أعمال البر في الآيات المتقدمة قاله قتادة . أو من الكتاب الذي ينطق بالحق . { وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذٰلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } قال قتادة ومجاهد : أي لهم خطايا لا بدّ أن يعملوها من دون الحق . وقال الحسن وابن زيد : المعنى ولهم أعمال رديئة لم يعملوها من دون ما هم عليه ، لا بدّ أن يعملوها دون أعمال المؤمنين ، فيدخلون بها النار ، لما سبق لهم من الشِّقوة . ويحتمل ثالثاً : أنه ظلم الخلق مع الكفر بالخالق ذكره الماوردي . والمعنى متقارب . { حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِٱلْعَذَابِ } يعني بالسيف يوم بدر قاله ابن عباس . وقال الضحاك : يعني بالجوع حين قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " اللَّهُمَّ اشدد وطأتك على مُضَرَ اللَّهُمَّ اجعلها عليهم سنينَ كسِنِيّ يوسف " فابتلاهم الله بالقحط والجوع حتى أكلوا العظام والميتة والكلاب والجِيف ، وهلك الأموال والأولاد . { إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ } أي يضجّون ويستغيثون . وأصل الجُؤار رفع الصوت بالتضرع كما يفعل الثور . وقال الأعشى يصف بقرة : @ فطافت ثلاثاً بين يوم وليلة وكان النكير أن تُضِيف وتجأرا @@ قال الجوهري : الجؤار مثل الخوار يقال : جأر الثور يجأر أي صاح . وقرأ بعضهم « عِجْلاً جَسَداً لَهُ جؤار » حكاه الأخفش . وجأر الرجل إلى الله عز وجل تضرع بالدعاء . قتادة : يَصْرُخون بالتوبة فلا تقبل منهم . قال : @ يراوح من صلوات المَلِيك فطَوْراً سجوداً وطَوْراً جؤارا @@ وقال ابن جريج : { حتّى إذَا أخذنا مُتْرَفِيهِمْ بالْعَذَابِ } هم الذين قتلوا ببدر { إذا هم يَجْأَرُونَ } هم الذين بمكة فجمع بين القولين المتقدمين ، وهو حسن . { لاَ تَجْأَرُواْ ٱلْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِّنَّا } أي من عذابنا . { لاَ تُنصَرُونَ } لا تمنعون ولا ينفعكم جزعكم . وقال الحسن : لا تنصرون بقبول التوبة . وقيل : معنى هذا النهي الإخبارُ أي إنكم إن تضرعتم لم ينفعكم .