Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 41-43)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا } أي غيِّروه . قيل : جعل أعلاه أسفله ، وأسفله أعلاه . وقيل : غيِّر بزيادة أو نقصان . قال الفرّاء وغيره : إنما أمر بتنكيره لأن الشياطين قالوا له : إن في عقلها شيئاً فأراد أن يمتحنها . وقيل : خافت الجن أن يتزوّج بها سليمان فيولد له منها ولد فيبقون مسخَّرين لآل سليمان أبداً ، فقالوا لسليمان : إنها ضعيفة العقل ، ورجلها كرجل الحمار فقال : { نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا } لنعرف عقلها . وكان لسليمان ناصح من الجن ، فقال كيف لي أن أرى قدميها من غير أن أسألها كشفها ؟ فقال : أنا أجعل في هذا القصر ماء ، وأجعل فوق الماء زجاجاً ، تظن أنه ماء فترفع ثوبها فترى قدميها فهذا هو الصرح الذي أخبر الله تعالى عنه . قوله تعالى : { فَلَمَّا جَآءَتْ } يريد بلقيس ، { قِيلَ } لها { أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ } شبهته به لأنها خلفته تحت الأغلاق ، فلم تقرّ بذلك ولم تنكر ، فعلم سليمان كمال عقلها . قال عكرمة : كانت حكيمة فقالت : { كَأَنَّهُ هُوَ } . وقال مقاتل : عرفته ولكن شَبَّهت عليهم كما شَبَّهوا عليها ولو قيل لها : أهذا عرشك لقالت نعم هو وقاله الحسن بن الفضل أيضاً . وقيل : أراد سليمان أن يظهر لها أنّ الجن مسخَّرون له ، وكذلك الشياطين لتعرف أنها نبوّة وتؤمن به . وقد قيل هذا في مقابلة تعميتها الأمر في باب الغلمان والجواري . { وَأُوتِينَا ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا } قيل : هو من قول بلقيس أي أوتينا العلم بصحة نبوّة سليمان من قبل هذه الآية في العرش { وَكُنَّا مُسْلِمِينَ } منقادين لأمره . وقيل : هو من قول سليمان أي أوتينا العلم بقدرة الله على ما يشاء من قبل هذه المرّة . وقيل : { وَأُوتِينَا الْعِلْمَ } بإسلامها ومجيئها طائعة من قبل مجيئها . وقيل : هو من كلام قوم سليمان . والله أعلم . قوله تعالى : { وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ ٱللَّهِ } الوقف على { مِنْ دُونِ اللَّهِ } حسن والمعنى : منعها من أن تعبد الله ما كانت تعبد من الشمس والقمر فـ { ـما } في موضع رفع . النحاس : المعنى أي صدها عبادتها من دون الله وعبادتها إياها عن أن تعلم ما علمناه عن أن تسلم . ويجوز أن يكون { ما } في موضع نصب ، ويكون التقدير : وصدها سليمان عما كانت تعبد من دون الله أي حال بينها وبينه . ويجوز أن يكون المعنى : وصدها الله أي منعها الله عن عبادتها غيره فحذفت { عن } وتعدى الفعل . نظيره : { وَٱخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ } [ الأعراف : 155 ] أي من قومه . وأنشد سيبويه : @ ونُبِّئْتُ عبدَ الله بالجوِّ أصبحتْ كِراماً مواليها لئيما صمِيمُها @@ وزعم أن المعنى عنده نبئت عن عبد الله . { إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ } قرأ سعيد بن جبير : { أنها } بفتح الهمزة ، وهي في موضع نصب بمعنى لأنها . ويجوز أن يكون بدلاً من { ما } فيكون في موضع رفع إن كانت { ما } فاعلة الصد . والكسر على الاستئناف .