Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 48-49)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَكَانَ فِي ٱلْمَدِينَةِ } أي في مدينة صالح وهي الحِجر { تِسْعَةُ رَهْطٍ } أي تسعة رجال من أبناء أشرافهم . قال الضحاك : كان هؤلاء التسعة عظماء أهل المدينة ، وكانوا يفسدون في الأرض ويأمرون بالفساد ، فجلسوا عند صخرة عظيمة فقلبها الله عليهم . وقال عطاء بن أبي رباح : بلغني أنهم كانوا يقرِضون الدنانير والدراهم ، وذلك من الفساد في الأرض وقاله سعيد بن المسيّب . وقيل : فسادهم أنهم يتبعون عورات الناس ولا يسترون عليهم . وقيل : غير هذا . واللازم من الآية ما قاله الضحاك وغيره أنهم كانوا من أوجه القوم وأقناهم وأغناهم ، وكانوا أهل كفر ومعاص جمة وجملة أمرهم أنهم يفسدون ولا يصلحون . والرهط اسم للجماعة ، فكأنهم كانوا رؤساء يتبع كل واحد منهم رهط . والجمع أرهط وأراهِط . قال : @ يا بؤس للحرب التي وضعت أراهط فاستراحوا @@ وهؤلاء المذكورون كانوا أصحاب قُدَار عاقر الناقة ذكره ابن عطية . قلت : واختلف في أسمائهم فقال الغزنوي : وأسماؤهم قُدَار بن سالف ومصدع وأسلم ودسما وذهيم وذعما وذعيم وقتال وصداق . ابن إسحاق : رأسهم قدار بن سالف ومصدع بن مهرع ، فاتبعهم سبعة هم بلع بن ميلع ودعير بن غنم وذؤاب بن مهرج وأربعة لم تعرف أسماؤهم . وذكر الزمخشري أسماءهم عن وهب بن منبّه : الهذيل بن عبد رب ، غنم بن غنم ، رياب بن مهرج ، مصدع بن مهرج ، عمير بن كردبة ، عاصم بن مخرمة ، سبيط بن صدقة ، سمعان بن صفي ، قدار بن سالف وهم الذين سعوا في عقر الناقة ، وكانوا عتاة قوم صالح ، وكانوا من أبناء أشرافهم . السّهيلي : ذكر النقاش التسعة الذين كانوا يفسدون في الأرض ولا يصلحون ، وسماهم بأسمائهم ، وذلك لا ينضبط برواية غير أني أذكره على وجه الاجتهاد والتخمين ، ولكن نذكره على ما وجدناه في كتاب محمد بن حبيب ، وهم : مصدع بن دهر . ويقال دهم ، وقدار بن سالف ، وهريم وصواب ورياب وداب ودعما وهرما ودعين بن عمير . قلت : وقد ذكر الماوردي أسماءهم عن ابن عباس فقال : هم دعما ودعيم وهرما وهريم وداب وصواب ورياب ومسطح وقدار ، وكانوا بأرض الحجر وهي الشام . قوله تعالى : { قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ } يجوز أن يكون { تَقَاسَمُوا } فعلاً مستقبلاً وهو أمر أي قال بعضهم لبعض احلفوا . ويجوز أن يكون ماضياً في معنى الحال كأنه قال : قالوا متقاسمين بالله ودليل هذا التأويل قراءة عبد الله : { يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ . تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ } وليس فيها { قَالُوا } . { لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ } قراءة العامة بالنون فيهما واختاره أبو حاتم . وقرأ حمزة والكسائي : بالتاء فيهما ، وضم التاء واللام على الخطاب أي أنهم تخاطبوا بذلك واختاره أبو عبيد . وقرأ مجاهد وحميد بالياء فيهما ، وضم الياء واللام على الخبر . والبيات مباغتة العدو ليلاً . ومعنى { لِوَلِيّهِ } أي لرهط صالح الذي له ولاية الدم . { مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ } أي ما حضرنا ، ولا ندري من قتله وقتل أهله . { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } في إنكارنا لقتله . والمُهْلَك بمعنى الإهلاك ويجوز أن يكون الموضع . وقرأ عاصم والسلميّ بفتح الميم واللام أي الهلاك يقال : ضرب يضرب مَضْرَباً أي ضرباً . وقرأ المفضّل وأبو بكر : بفتح الميم وجر اللام فيكون اسم المكان كالمجلس لموضع الجلوس ويجوز أن يكون مصدراً كقوله تعالى : { إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ } [ يونس : 4 ] أي رجوعكم .