Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 67-68)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } يعني مشركي مكة . { أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَآؤُنَآ أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ } هكذا يقرأ نافع هنا وفي سورة : « العنكبوت » . وقرأ أبو عمرو باستفهامين إلا أنه خفف الهمزة . وقرأ عاصم وحمزة أيضاً باستفهامين إلا أنهما حققا الهمزتين ، وكل ما ذكرناه في السورتين جميعاً واحداً . وقرأ الكسائي وابن عامر ورُويس ويعقوب : { أَئِذَا } بهمزتين { إِنَّنَا } بنونين على الخبر في هذه السورة وفي سورة : « العنكبوت » باستفهامين قال أبو جعفر النحاس : القراءة { إِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَاأُنَا آيِنَّا لَمُخْرَجُونَ } موافقة للخط حسنة ، وقد عارض فيها أبو حاتم فقال وهذا معنى كلامه : « إِذَا » ليس باستفهام و { آيِنَّا } استفهام وفيه { إنّ } فكيف يجوز أن يعمل ما في حيز الاستفهام فيما قبله ؟ ٰ وكيف يجوز أن يعمل ما بعد { إنّ } فيما قبلها ؟ ٰ وكيف يجوز غداً إن زيداً خارج ؟ ٰ فإذا كان فيه استفهام كان أبعد ، وهذا إذا سئل عنه كان مشكلاً لما ذكره . وقال أبو جعفر : وسمعت محمد بن الوليد يقول : سألنا أبا العباس عن آية من القرآن صعبة مشكلة ، وهي قول الله تعالى : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } [ سبأ : 7 ] فقال : إن عمل في { إذَا } { ينبئكم } كان محالاً لأنه لا ينبئهم ذلك الوقت ، وإن عمل فيه ما بعد { إنّ } كان المعنى صحيحاً وكان خطأ في العربية أن يعمل ما قبل { إنّ } فيما بعدها وهذا سؤال بيّن رأيت أن يذكر في السورة التي هو فيها فأما أبو عبيد فمال إلى قراءة نافع وردّ على من جمع بين استفهامين ، واستدلّ بقوله تعالى : { أَفإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ } [ آل عمران : 144 ] وبقوله تعالى : { أَفَإِنْ مِّتَّ فَهُمُ ٱلْخَالِدُونَ } [ الأنبياء : 34 ] وهذا الردّ على أبي عمرو وعاصم وحمزة وطلحة والأعرج لا يلزم منه شيء ، ولا يشبه ما جاء به من الآية شيئاً والفرق بينهما أن الشرط وجوابه بمنزلة شيء واحد ومعنى : { أَفَإِنْ مِّتَّ فَهُمُ ٱلْخَالِدُونَ } [ الأنبياء : 34 ] أفإن مِتّ خلدوا . ونظير هذا : أزيد منطلق ، ولا يقال : أزيد أمنطلق لأنها بمنزلة شيء واحد وليس كذلك الآية لأن الثاني جملة قائمة بنفسها فيصلح فيها الاستفهام ، والأوّل كلام يصلح فيه الاستفهام فأما من حذف الاستفهام من الثاني وأثبته في الأول فقرأ : { أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَاأُنَا إِنَّنَا } فحذفه من الثاني لأن في الكلام دليلاً عليه بمعنى الإنكار . قوله تعالى : { لَقَدْ وُعِدْنَا هَـٰذَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } تقدّم في سورة « المؤمنين » . وكان الأنبياء يقرِّبون أمر البعث مبالغة في التحذير وكل ما هو آت فقريب .