Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 20-22)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَجَآءَ رَجُلٌ } قال أكثر أهل التفسير : هذا الرجل هو حزقيل بن صبورا مؤمن آل فرعون ، وكان ابن عم فرعون ذكره الثعلبيّ . وقيل : طالوت ذكره السهيليّ . وقال المهدويّ عن قتادة : شمعون مؤمن آل فرعون . وقيل : شمعان قال الدَّارَقُطْنِيّ : لا يعرف شمعان بالشين المعجمة إلا مؤمن آل فرعون . وروي أن فرعون أمر بقتل موسى فسبق ذلك الرجل بالخبر فـ { قَالَ يٰمُوسَىٰ إِنَّ ٱلْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ } أي يتشاورون في قتلك بالقبطيّ الذي قتلته بالأمس . وقيل : يأمر بعضهم بعضاً . قال الأزهريّ : ائتمر القوم وتآمروا أي أمر بعضهم بعضاً نظيره قوله : { وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ } [ الطلاق : 6 ] . وقال النمر بن تولب : @ أرى الناسَ قد أحدثوا شِيمةً وفي كل حادثةٍ يُوْتَمَرْ @@ { فَٱخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ ٱلنَّاصِحِينَ . فَخَرَجَ مِنْهَا خَآئِفاً يَتَرَقَّبُ } أي ينتظر الطلب . { قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } . وقيل : الجبار الذي يفعل ما يريده من الضرب والقتل بظلم ، لا ينظر في العواقب ، ولا يدفع بالتي هي أحسن . وقيل : المتعظم الذي لا يتواضع لأمر الله تعالى . قوله تعالى : { وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّيۤ أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } لما خرج موسى عليه السلام فارّاً بنفسه منفرداً خائفاً ، لا شيء معه من زاد ولا راحة ولا حذاء نحو مدين ، للنّسب الذي بينه وبينهم لأن مدين من ولد إبراهيم ، وموسى من ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ورأى حاله وعدم معرفته بالطريق ، وخلوه من زاد وغيره ، أسند أمره إلى الله تعالى بقوله : { عَسَىٰ رَبِّيۤ أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } وهذه حالة المضطر . قلت : روي أنه كان يتقوّت ورق الشجر ، وما وصل حتى سقط خُفّ قدميه . قال أبو مالك : وكان فرعون وجّه في طلبه وقال لهم : اطلبوه في ثنيات الطريق ، فإن موسى لا يعرف الطريق . فجاءه ملك راكباً فرساً ومعه عنزة ، فقال لموسى : اتبعني فاتبعه فهداه إلى الطريق ، فيقال : إنه أعطاه العَنَزة فكانت عصاه . ويروى أن عصاه إنما أخذها لرعي الغنم من مدين . وهو أكثر وأصح . قال مقاتل والسّدي : إن الله بعث إليه جبريل فالله أعلم . وبين مدين ومصر ثمانية أيام قاله ابن جبير والناس . وكان مُلْك مدين لغير فرعون .