Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 10-11)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يِقُولُ آمَنَّا بِٱللَّهِ } الآية نزلت في المنافقين كانوا يقولون آمنا بالله { فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ ٱلنَّاسِ } أي أذاهم { كَعَذَابِ ٱللَّهِ } في الآخرة فارتد عن إيمانه . وقيل : جزع من ذلك كما يجزع من عذاب الله ولا يصبر على الأذية في الله . { وَلَئِنْ جَآءَ } المؤمنين { نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ } هؤلاء المرتدون { إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ } وهم كاذبون فقال الله لهم { أَوَ لَيْسَ ٱللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ ٱلْعَالَمِينَ } يعني الله أعلم بما في صدورهم منهم بأنفسهم . وقال مجاهد : نزلت في ناس كانوا يؤمنون بألسنتهم ، فإذا أصابهم بلاء من الله أو مصيبة في أنفسهم افتتنوا . وقال الضحاك : نزلت في ناس من المنافقين بمكة كانوا يؤمنون ، فإذا أوذوا رجعوا إلى الشرك . وقال عكرمة : كان قوم قد أسلموا فأكرههم المشركون على الخروج معهم إلى بدر فقتل بعضهم ، فأنزل الله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ظَالِمِيۤ أَنْفُسِهِمْ } [ النساء : 97 ] فكتب بها المسلمون من المدينة إلى المسلمين بمكة ، فخرجوا فلحقهم المشركون ، فافتتن بعضهم ، فنزلت هذه الآية فيهم . وقيل : نزلت في عيّاش بن أبي ربيعة أسلم وهاجر ، ثم أوذي وضرب فارتد . وإنما عذبه أبو جهل والحارث وكانا أخويه لأمه . قال ابن عباس : ثم عاش بعد ذلك بدهر وحسن إسلامه . { وَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ } قال قتادة : نزلت في القوم الذين ردهم المشركون إلى مكة .