Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 4-7)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ } أي الشرك { أَن يَسْبِقُونَا } أي يفوتونا ويعجزونا قبل أن نؤاخذهم بما يفعلون . قال ابن عباس : يريد الوليد بن المغيرة وأبا جهل والأسود والعاص بن هشام وشيبة وعتبة والوليد بن عتبة وعقبة بن أبي معيط وحنظلة بن أبي سفيان والعاص بن وائل . { سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } أي بئس الحكم ما حكموا في صفات ربهم أنه مسبوق والله القادر على كل شيء . و { ما } في موضع نصب بمعنى ساء شيئاً أو حكماً يحكمون . ويجوز أن تكون { ما } في موضع رفع بمعنى ساء الشيء أو الحكم حكمهم . وهذا قول الزجاج . وقدرها ابن كيسان تقديرين آخرين خلاف ذينك : أحدهما أن يكون موضع { مَا يَحْكُمُونَ } بمنزلة شيء واحد ، كما تقول : أعجبني ما صنعت أي صنيعك فـ { ـما } والفعل مصدر في موضع رفع ، التقدير ساء حكمهم . والتقدير الآخر أن تكون { ما } لا موضع لها من الإعراب ، وقد قامت مقام الاسم لساء ، وكذلك نعم وبئس . قال أبو الحسن بن كيسان : وأنا أختار أن أجعل لـ { ـما } موضعاً في كل ما أقدر عليه نحو قوله عز وجل : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ } [ آل عمران : 159 ] وكذا { فَبِمَا نَقْضِهِم } [ المائدة : 13 ] وكذا { أَيَّمَا ٱلأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ } [ القصص : 28 ] { ما } في موضع خفض في هذا كله وما بعده تابع لها ، وكذا { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَسْتَحْىِ أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً } [ البقرة : 26 ] { ما } في موضع نصب و { بَعُوضَةً } تابع لها . قوله تعالى : { مَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لآتٍ } { يَرْجُو } بمعنى يخاف من قول الهُذَليّ في وصف عَسَّال : @ إذَا لَسَـعَتْـهُ النَّحـلُ لـم يَـرْجُ لسـعَهـا @@ وأجمع أهل التفسير على أن المعنى : من كان يخاف الموت فليعمل عملاً صالحاً فإنه لا بدّ أن يأتيه ذكره النحاس . قال الزجاج : معنى { يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ } ثواب الله و { من } في موضع رفع بالابتداء و { كَانَ } في موضع الخبر ، وهي في موضع جزم بالشرط ، و { يَرْجُو } في موضع خبر كان ، والمجازاة { فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لآتٍ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } . قوله تعالى : { وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ } أي ومن جاهد في الدِّين ، وصبر على قتال الكفار وأعمال الطاعات ، فإنما يسعى لنفسه أي ثواب ذلك كله له ولا يرجع إلى الله نفع من ذلك . { إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } أي عن أعمالهم . وقيل : المعنى من جاهد عدوّه لنفسه لا يريد وجه الله فليس لله حاجة بجهاده . قوله تعالى : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي صدّقوا { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ } أي لنغطينها عنهم بالمغفرة لهم . { وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي بأحسن أعمالهم وهو الطاعات . ثم قيل : يحتمل أن تكفر عنهم كل معصية عملوها في الشرك ، ويثابوا على ما عملوا من حسنة في الإسلام . ويحتمل أن تكفر عنهم سيئاتهم في الكفر والإسلام ، ويثابوا على حسناتهم في الكفر والإسلام .