Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 67-68)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً } قال عبد الرحمن بن زيد : هي مكة وهم قريش أَمَّنهم الله تعالى فيها . { وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ } قال الضحاك : يقتل بعضهم بعضاً ويَسبي بعضهم بعضاً . والخطف الأخذ بسرعة . وقد مضى في « القصص » وغيرها . فأذكرهم الله عز وجل هذه النعمة ليذعنوا له بالطاعة . أي جعلتُ لهم حرماً آمناً أمنوا فيه من السَّبي والغارة والقتل ، وخلّصتهم في البر كما خلصتهم في البحر ، فصاروا يشركون في البر ولا يشركون في البحر . فهذا تعجب من تناقض أحوالهم . { أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ } قال قتادة : أفبالشرك . وقال يحيـى بن سلاّم : أفبإبليس . { وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَكْفُرُونَ } قال ابن عباس : أفبعافية الله . وقال ابن شجرة : أفبعطاء الله وإحسانه . وقال ابن سلاّم : أفبما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى . وحكى النقاش : أفبإطعامهم من جوع ، وأمنهم من خوف يكفرون . وهذا تعجب وإنكار خرج مخرج الاستفهام . قوله تعالى : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } أي لا أحد أظلم ممن جعل مع الله شريكاً وولداً ، وإذا فعل فاحشة قال : { وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا } [ الأعراف : 28 ] . { أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُ } قال يحيـى بن سلاّم : بالقرآن . وقال السّديّ : بالتوحيد . وقال ابن شجرة : بمحمد صلى الله عليه وسلم . وكل قول يتناول القولين . { أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ } أي مستقر . وهو استفهام تقرير .