Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 130-132)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يَآ أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً } هذا النهي عن أكل الربا اعتراض بين أثناء قِصة أحدُ . قال ٱبن عطية : ولا أحفظ في ذلك شيئا مرويا . قلت : قال مجاهد كانوا يبيعون البيع إلى أجل ، فإذا حلّ الأجل زادوا في الّثَمن على أن يؤخرّوا فأنزل الله عز وجل { يَآ أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً } . قلت وإنما خص الربا من بين سائر المعاصي لأنه الذي أذن الله فيه بالحرب في قوله : { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } [ البقرة : 279 ] والحرب يؤذِن بالقتل فكأنه يقول : إِن لم تتقوا الربا هُزِمتم وقُتلتم . فأمرهم بترك الربا لأنه كان معمولاً به عندهم ، والله أعلم . و { أَضْعَافاً } نصب على الحال و { مُّضَاعَفَةً } نعته . وقرىء « مُضَعّفَةً » ومعناه : الربا الذي كانت العرب تُضْعف فيه الدِينْ ، فكان الطالب يقول : أتقضي أم تُرْبي ؟ كما تقدم في « البقرة » و { مُّضَاعَفَةً } إشارة إلى تكرار التضعيف عاماً بعد عامٍ كما كانوا يصنعون فدلت هذه العبارة المؤكدة على شُنعة فعلهم وقُبحه ولذلك ذُكرت حالة التضعيف خاصة . قوله تعالى : { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أي في أموال الربا فلا تأكلوها . ثم خوفهم فقال : { وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيۤ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } قال كثير من المفسرين : وهذا وعيد لمن ٱستحل الربا ، ومن ٱستحل الربا فإنه يكْفُر ويُكَفّر . وقيل : معناه ٱتقوا العمل الذي ينزع منكم الإيمان فتستوجبون النار لأن من الذنوب ما يستوجب به صاحبه نزع الإيمان ويخاف عليه من ذلك عقوق الوالدين . وقد جاء في ذلك أثر : أن رجلا كان عاقا لوالديه يقال له عَلْقَمَة فقيل له عند الموت : قل لا إله إلا الله ، فلم يقدر على ذلك حتى جاءته أمه فرضيت عنه . ومن ذلك قطيعة الرحم وأكل الربا والخيانة في الأمانة . وذكر أبو بكر الورّاق عن أبي حنيفة أنه قال : أكثر ما ينزع الإيمان من العبد عند الموت . ثم قال أبو بكر : فنظرنا في الذنوب التي تنزع الإيمان فلم نجد شيئاً أسرع نزعا للإيمان من ظلم العباد . وفي هذه الآية دليل على أن النار مخلوقة رداً على الجَهْمِية لأن المعدوم لا يكون مُعَداً . ثم قال : { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ } يعني أطيعوا الله في الفرائض { وَٱلرَّسُولَ } في السنن : وقيل : « أطيعُوا اللَّهَ » في تحريم الربا « والرسول » فيما بلّغكم من التحريم . { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } أي كي يرحمكم الله . وقد تقدّم .