Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 139-139)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
عزّاهم وسَلاّهم بما نالهم يوم أحد من القتل والجراح ، وحثّهم على قتال عدوّهم ونهاهم عن العجز والفشل فقال { وَلاَ تَهِنُوا } أي لا تضعفوا ولا تجبنُوا يا أصحاب محمد عن جهاد أعدائكم لما أصابكم . { وَلاَ تَحْزَنُوا } على ظهورهم ، ولا على ما أصابكم من الهزيمة والمصيبة . { وأَنْتُم الاٌّعْلَوْنَ } أي لكم تكون العاقبة بالنصر والظفر { إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } أي بصدق وَعْدِي . وقيل : « إن » بمعنى « إذ » . قال ابن عباس : " انهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد فبينا هم كذلك إذ أقبل خالد بن الوليد بخيل من المشركين ، يريد أن يعلُوا عليهم الجبل فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : « اللّهم لا يعلُنّ علينا اللّهم لا قوة لنا إلا بك اللّهم ليس يعبدك بهذه البلدة غير هؤلاء النفر » " فأنزل الله هذه الآيات . وثاب نفر من المسلمين رماة فصعِدوا الجبل ورموا خيل المشركين حتى هزموهم فذلك قوله تعالى : { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ } يعني الغالبين على الأعداء بعد أُحد . فلم يُخرِجوا بعد ذلك عسكراً إلاّ ظفِروا في كل عسكر كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي كل عسكر كان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فيه واحدٌ من الصحابة كان الظفر لهم ، وهذه البلدان كلها إنما افتتِحت على عهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بعد انقراضهم ما افتتِحت بلدة على الوجه كما كانوا يفتتحون في ذلك الوقت . وفي هذه الآية بيان فضلِ هذه الأُمة لأنه خاطبهم بما خاطب به أنبياءه لأنه قال لموسى : { إِنَّكَ أَنتَ ٱلأَعْلَىٰ } [ طۤه : 68 ] وقال لهذه الأُمة : { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ } . وهذه اللفظة مشتقة من اسمه الأعلى فهو سبحانه العلي ، وقال للمؤمنين : { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ } .