Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 90-90)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال قتادة وعطاء الخراسانيّ والحسن : نزلت في اليهود كفروا بعيسى والإنجيل ، ثم ٱزدادوا كفراً بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن . وقال أبو العالية : نزلت في اليهود والنصارى كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد إيمانهم بنعته وصفته ، { ثُمَّ ٱزْدَادُواْ كُفْراً } بإقامتهم على كفرهم . وقيل : { ٱزْدَادُواْ كُفْراً } بالذنوب التي ٱكتسبوها . وهذا ٱختيار الطبري ، وهي عنده في اليهود . { لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ } مشكل لقوله : { وَهُوَ ٱلَّذِي يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّئَاتِ } [ الشورى : 25 ] فقيل : المعنى لن تقبل توبتهم عند الموت . قال النحاس : وهذا قول حسن كما قال عز وجل : { وَلَيْسَتِ ٱلتَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ ٱلآنَ } [ النساء : 18 ] . ورُوي عن الحسن وقتادة وعطاء . وقد قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله يقبل توبة العبد مالم يُغَرْغر " وسيأتي في « النساء » بيان هذا المعنى . وقيل : { لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُم } التي كانوا عليها قبل أن يكفروا لأن الكفر قد أحبطها . وقيل : { لن تقبل توبتهم } إذا تابوا من كفرهم إلى كفر آخر وإنما تقبل توبتهم إذا تابوا إلى الإسلام . وقال قطرب . هذه الآية نزلت في قوم من أهل مكة قالوا : نتربص بمحمد ريب المنون ، فإن بدا لنا الرّجعة رجعنا إلى قومنا . فأنزل الله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ٱزْدَادُواْ كُفْراً لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ } أي لن تقبل توبتهم وهم مقيمون على الكفر فسماها توبة غير مقبولة لأنه لم يصح من القوم عزم ، والله عز وجل يقبل التوبة كلها إذا صحّ العزم .