Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 20-21)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } ذكر نعمه على بني آدم ، وأنه سخّر لهم « مَا فِي السَّمَوَاتِ » من شمس وقمر ونجوم وملائكة تحوطهم وتجرّ إليهم منافعهم . « وَمَا فِي الأَرْضِ » عام في الجبال والأشجار والثمار وما لا يحصى . { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ } أي أكملها وأتمها . وقرأ ابن عباس ويحيـى بن عمارة : « وَأَصْبَغَ » بالصاد على بدلها من السين لأن حروف الاستعلاء تجتذب السين من سُفْلها إلى عُلوّها فتردّها صاداً . والنِّعَم : جمع نِعمة كسِدْرة وسِدَر بفتح الدال وهي قراءة نافع وأبي عمرو وحفص . الباقون : « نِعمةً » على الإفراد والإفراد يدلّ على الكثرة كقوله تعالى : { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا } [ إبراهيم : 34 ] . وهي قراءة ابن عباس من وجوه صحاح . وقيل : إن معناها الإسلام قال النبيّ صلى الله عليه وسلم لابن عباس وقد سأله عن هذه الآية : " الظاهرةُ الإسلام وما حَسُن من خَلْقك ، والباطنة ما ستر عليك من سيّء عملك " النحاس : وشرحُ هذا أن سعيد بن جُبير قال في قول الله عز وجل : { وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ } [ المائدة : 6 ] قال : يدخلكم الجنة . وتمام نعمة الله عز وجل على العبد أن يدخله الجنة ، فكذا لمّا كان الإسلام يؤول أمره إلى الجنة سُمِّيَ نعمة . وقيل : الظاهرة الصحة وكمال الخلق ، والباطنة المعرفة والعقل . وقال المحاسبي : الظاهرة نعم الدنيا ، والباطنة نعم العُقْبى . وقيل : الظاهرة ما يرى بالأبصار من المال والجاه والجمال في الناس وتوفيق الطاعات ، والباطنة ما يجده المرء في نفسه من العلم بالله وحسن اليقين وما يدفع الله تعالى عن العبد من الآفات . وقد سرد الماوَرْديّ في هذا أقوالاً تسعة ، كلها ترجع إلى هذا . قوله تعالى : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ } تقدّم معناها في « الحج » وغيرها . نزلت في يهوديّ جاء إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، أخبرني عن ربك ، مِن أيّ شيء هو ؟ فجاءت صاعقة فأخذته قاله مجاهد . وقد مضى هذا في « الرعد » . وقيل : إنها نزلت في النضر بن الحارث ، كان يقول : إن الملائكة بنات الله قاله ابن عباس . { يُجَادِلُ } يخاصم { بِغَيْرِ عِلْمٍ } أي بغير حجة { وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ } أي نيّر بيّن إلا الشيطان فيما يلقى إليهم . { وَإِنَّ ٱلشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىۤ أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ } [ الأنعام : 121 ] وإلا تقليد الأسلاف كما في الآية بعدُ . { أَوَلَوْ كَانَ ٱلشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ } يتبعونه .