Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 22-22)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ } أي يخلص عبادته وقصده إلى الله تعالى . { وَهُوَ مُحْسِنٌ } لأن العبادة من غير إحسان ولا معرفة القلب لا تنفع نظيره : { وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ } [ طه : 112 ] . " وفي حديث جبريل قال : فأخبرني عن الإحسان ؟ قال : « أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك » " { فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } قال ابن عباس : لا إلٰه إلا الله وقد مضى في « البقرة » . وقد قرأ عليّ ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه والسُّلَمِي وعبد الله بن مسلم بن يسار : « وَمَنْ يُسَلِّم » . النحاس : و « يسلّم » في هذا أعرف كما قال عز وجل : { فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للَّهِ } [ آل عمران : 20 ] ومعنى : « أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ » قصدت بعبادتي إلى الله عز وجل ويكون « يسلّم » على التكثير إلا أن المستعمل في سلّمت أنه بمعنى دفعت يقال سلمت في الحنطة ، وقد يقال أسلمت . الزمخشريّ : قرأ عليّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه : « وَمَنْ يُسَلّم » بالتشديد يقال : أسلم أمرك وسلّم أمرك إلى الله تعالى فإن قلت : ما له عُدّي بإلى ، وقد عدّي باللام في قوله عز وجل : { بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للَّهِ } [ البقرة : 112 ] ؟ قلت : معناه مع اللام أنه جعل وجهه وهو ذاته ونفسه سالماً لله أي خالصاً له . ومعناه مع إلى راجع إلى أنه سلم إليه نفسه كما يسلم المتاع إلى الرجل إذا دفع إليه . والمراد التوكل عليه والتفويض إليه . { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأَمُورِ } أي مصيرها .