Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 33-33)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ } يعني الكافر والمؤمن أي خافوه ووحّدوه . { وَٱخْشَوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً } تقدّم معنى « يَجْزِي » في البقرة وغيرها . فإن قيل : فقد قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحِنْث لم تَمَسَّه النار إلا تحِلّة القسم " وقال : " من ابتلي بشيء من هذه البنات فأحسن إليهنّ كنّ له حجاباً من النار " قيل له : المعنيّ بهذه الآية أنه لا يحمل والدٌ ذنب ولده ، ولا مولود ذنب والده ، ولا يؤاخذ أحدهما عن الآخر . والمعنيُّ بالأخبار أن ثواب الصبر على الموت والإحسان إلى البنات يحجب العبد عن النار ، ويكون الولد سابقاً له إلى الجنة . { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } أي البعث { فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ } أي تخدعنكم { ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } بزينتها وما تدعو إليه فتّتكلوا عليها وتركنوا إليها وتتركوا العمل للآخرة { وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } قراءة العامة هنا وفي سورة الملائكة والحديد بفتح الغين ، وهو الشيطان في قول مجاهد وغيره ، وهو الذي يغرّ الخلق ويمنّيهم الدنيا ويلهيهم عن الآخرة وفي سورة « النساء » : { يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ } [ النساء : 120 ] . وقرأ سِماك بن حرب وأبو حيوة وابن السَّمَيْقَع بضم الغين أي لا تغترّوا . كأنه مصدر غرّ يغر غُروراً . قال سعيد بن جُبير : هو أن يعمل بالمعصية ويتمنى المغفرة .