Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 23-25)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآئِهِ } أي فلا تكن يا محمد في شك من لقاء موسى قاله ابن عباس . وقد لقِيه ليلة الإسراء . قتادة : المعنى فلا تكن في شك من أنك لقيته ليلة الإسراء . والمعنى واحد . وقيل : فلا تكن في شك من لقاء موسى في القيامة ، وستلقاه فيها . وقيل : فلا تكن في شك من لقاء موسى الكتاب بالقبول قاله مجاهد والزجاج . وعن الحسن أنه قال في معناه : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ } فأوذي وكُذّب ، فلا تكن في شك من أنه سيلقاك ما لقِيَه من التكذيب والأذى فالهاء عائدة على محذوف ، والمعنى من لقاء ما لاقى . النحاس : وهذا قول غريب ، إلا أنه من رواية عمرو بن عُبيد . وقيل في الكلام تقديم وتأخير والمعنى : قل يتوفاكم مَلَك الموت الَّذِي وُكِّل بكم فلا تكن في مِرْية من لقائه فجاء معترضاً بين { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ } وبين { وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } . والضمير في « وَجَعَلْنَاهُ » فيه وجهان : أحدهما : جعلنا موسى قاله قتادة . الثاني : جعلنا الكتاب قاله الحسن . { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً } أي قادةً وقُدْوةً يُقتَدى بهم في دينهم . والكوفيون يقرؤون « أَئَمَّةً » النحاس : وهو لحن عند جميع النحويين لأنه جمع بين همزتين في كلمة واحدة ، وهو من دقيق النحو . وشرحه : أن الأصل « أَأْمِمَة » ثم ألقيت حركة الميم على الهمزة وأدغمت الميم ، وخفّفت الهمزة الثانية لئلا يجتمع همزتان ، والجمع بين همزتين في حرفين بعيد فأمّا في حرف واحد فلا يجوز إلا تخفيف الثانية نحو قولك : آدم وآخر . ويقال : هذا أومّ من هذا وأيمّ بالواو والياء . وقد مضى هذا في « براءة » والله تعالى أعلم . { يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } أي يدعون الخلق إلى طاعتنا . { بِأَمْرِنَا } أي أمرناهم بذلك . وقيل : « بِأَمْرِنَا » أي لأمرنا أي يهدون الناس لديننا . ثم قيل : المراد الأنبياء عليهم السلام قاله قتادة . وقيل : المراد الفقهاء والعلماء . { لَمَّا صَبَرُواْ } قراءة العامة « لَمّا » بفتح اللام وتشديد الميم وفتحها أي حين صبروا . وقرأ يحيـى وحمزة والكسائي وخَلَف ورُوَيْس عن يعقوب : « لِما صَبَرُوا » أي لصبرهم جعلناهم أئمة . واختاره أبو عبيد اعتباراً بقراءة ابن مسعود « بِمَا صَبَرُوا » بالباء . وهذا الصبر صبرٌ على الدين وعلى البلاء . وقيل : صبروا عن الدنيا . { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقَيَامَةِ } أي يقضي ويحكم بين المؤمنين والكفار ، فيجازي كُلاًّ بما يستحق . وقيل : يقضي بين الأنبياء وبين قومهم حكاه النقاش .