Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 1-1)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يۤا أَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ } ضُمّت « أيّ » لأنه نداء مفرد والتنبيه لازم لها . و « النبيّ » نعت لأيّ عند النحويين إلا الأخفش فإنه يقول : إنه صلة لأيّ . مكيّ : ولا يُعرف في كلام العرب اسم مفرد صلة لشيء . النحاس : وهو خطأ عند أكثر النحويين لأن الصلة لا تكون إلا جملة ، والاحتيال له فيما قال أنه لما كان نعتاً لازماً سُمِّيَ صلة وهكذا الكوفيون يسمّون نعت النكرة صلةً لها . ولا يجوز نصبه على الموضع عند أكثر النحويين . وأجازه المازنيّ ، جعله كقولك : يا زيدُ الظريفَ ، بنصب « الظريف » على موضع زيد . مكيّ : وهذا نعت يستغنى عنه ، ونعت « أيّ » لا يستغنى عنه فلا يحسن نصبه على الموضع . وأيضاً فإن نعت « أيّ » هو المنادى في المعنى فلا يحسن نصبه . وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وكان يحبّ إسلام اليهود : قُريظة والنَّضير وبني قَيْنُقَاع وقد تابعه ناس منهم على النفاق ، فكان يُلين لهم جانبَه ويكرم صغيرهم وكبيرهم ، وإذا أتى منهم قبيح تجاوز عنه ، وكان يسمع منهم فنزلت . وقيل : إنها نزلت فيما ذكر الواحدي والقُشَيْرِيّ والثَّعلبيّ والماوَرْدِي وغيرهم في أبي سفيان بن حرب وعِكرمة بن أبي جهل وأبي الأعور عمرو بن سفيان ، نزلوا المدينة على عبد الله بن أُبَيّ بن سلول رأس المنافقين بعد أُحُد ، وقد أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم الأمان على أن يكلموه ، فقام معهم عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح وطُعْمة بن أُبَيْرِق ، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم وعنده عمر بن الخطاب : ارفض ذكر آلهتنا الّلات والعزّى ومَناة ، وقل إن لها شفاعة ومنعة لمن عبدها ، ونَدَعُك وربّك . فشقّ على النبي صلى الله عليه وسلم ما قالوا . فقال عمر : يا رسول الله ائذن لي في قتلهم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني قد أعطيتهم الأمان " فقال عمر : اخرجوا في لعنة الله وغضبه . فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا من المدينة فنزلت الآية . { يۤا أَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ } أي خَفِ الله . { وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ } من أهل مكة يعني أبا سفيان وأبا الأعور وعكرمة . { وَٱلْمُنَافِقِينَ } من أهل المدينة يعني عبد الله بن أُبَيّ وطُعْمة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح فيما نُهيت عنه ، ولا تمل إليهم . { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً } بكفرهم { حَكِيماً } فيما يفعل بهم . الزَّمخشريّ : وروي أن أبا سفيان بن حرب وعكرمة بن أبي جهل وأبا الأعور السُّلَمِيّ قدِموا على النبيّ صلى الله عليه وسلم في الموادعة التي كانت بينه وبينهم ، وقام معهم عبد الله بن أُبَيّ ومُعَتّب بن قُشَير والجَدّ بن قيس ، فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ارفض ذكر آلهتنا . وذكر الخبر بمعنى ما تقدّم . وأن الآية نزلت في نقض العهد ونَبْذ الموادعة . « وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ » من أهل مكة . « وَالْمُنَافِقِينَ » من أهل المدينة فيما طلبوا إليك . وروي ن أهل مكة دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يرجع عن دينه ويعطوه شطر أموالهم ، ويزوّجه شيبةُ بن ربيعة بنته ، وخوّفه منافقو المدينة أنهم يقتلونه إن لم يرجع فنزلت . النحاس : ودلّ بقوله : { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } على أنه كان يميل إليهم استدعاءً لهم إلى الإسلام أي لو علم الله عز وجل أن مَيْلك إليهم فيه منفعة لما نهاك عنه لأنه حكيم . ثم قيل : الخطاب له ولأمته .