Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 45-46)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذه الآية فيها تأنيس للنبيّ صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ، وتكريم لجميعهم . وهذه الآية تضمنت من أسمائه صلى الله عليه وسلم ستة أسماء ولنبيّنا صلى الله عليه وسلم أسماء كثيرة وسمات جليلة ، ورد ذكرها في الكتاب والسنة والكتب المتقدّمة . وقد سماه الله في كتابه محمداً وأحمد . وقال صلى الله عليه وسلم فيما روى عنه الثقات العدول : " لِي خمسة أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب " وفي صحيح مسلم من حديث جُبير بن مُطْعِم : وقد سماه الله « رَأُوفاً رَحِيماً » . وفيه أيضاً عن أبي موسى الأشعريّ قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمِّي لنا نفسه أسماء ، فيقول : " أنا محمد وأحمد والمُقَفِّي والحاشر ونبيّ التوبة ونبيّ الرحمة " وقد تتبع القاضي أبو الفضل عِياض في كتابه المسمّى بالشِّفا ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومما نقل في الكتب المتقدّمة ، وإطلاق الأمة أسماء كثيرة وصفاتٍ عديدة ، قد صدقت عليه صلى الله عليه وسلم مُسَمَّياتها ، ووجدت فيه معانيها . وقد ذكر القاضي أبو بكر بن العربيّ في أحكامه في هذه الآية من أسماء النبيّ صلى الله عليه وسلم سبعة وستين اسماً . وذكر صاحب وسيلة المتعبدين إلى متابعة سيد المرسلين عن ابن عباس أن لمحمد صلى الله عليه وسلم مائة وثمانين اسماً ، من أرادها وجدها هناك . وقال ابن عباس : لما نزلت هذه الآية " دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا ومعاذاً ، فبعثهما إلى اليمن ، وقال : « اذهبا فبشِّرا ولا تُنَفِّرا ، ويَسِّرَا ولا تُعَسِّرا فإنه قد أنزل عليّ … » وقرأ هذه الآية " . قوله تعالى : { شَاهِداً } قال سعيد عن قتادة : « شاهداً » على أمّته بالتبليغ إليهم ، وعلى سائر الأمم بتبليغ أنبيائهم ونحو ذلك . { وَمُبَشِّراً } معناه للمؤمنين برحمة الله وبالجنة . { وَنَذِيراً } معناه للعصاة والمكذبين من النار وعذاب الخلد . { وَدَاعِياً إِلَى ٱللَّهِ } الدعاء إلى الله هو تبليغ التوحيد والأخذ به ، ومكافحة الكفرة . و { بِإِذْنِهِ } هنا معناه : بأمره إياك ، وتقديره ذلك في وقته وأوانه . { وَسِرَاجاً مُّنِيراً } هنا استعارة للنور الذي يتضمنه شرعه . وقيل : « وَسِرَاجاً » أي هادياً من ظلم الضلالة وأنت كالمصباح المضيء . ووصفه بالإنارة لأن من السُّرُج ما لا يضيء ، إذا قَلّ سلِيطه ودَقّت فتيلته . وفي كلام بعضهم : ثلاثة تُضْنِي : رسول بطيء ، وسراج لا يضيء ، ومائدة ينتظر لها من يجيء . وسئل بعضهم عن الموحشَيْن فقال : ظلام ساتر وسراج فاتر ، وأسند النحاس قال : حدّثنا محمد بن إبراهيم الرازي قال حدّثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال : حدّثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن شَيبان النحوي قال حدّثنا قتادة عن عكرمة " عن ابن عباس قال : لما نزلت { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى ٱللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً } دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا ومعاذاً فقال : « انطلقا فبشِّرا ولا تُعَسِّرَا فإنه قد نزل عليّ الليلة آية { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً من النار وَدَاعِياً إِلَى ٱللَّهِ قال شهادة أن لا إلٰه إلا الله بِإِذْنِهِ بأمره وَسِرَاجاً مُّنِيراً } قال بالقرآن » " وقال الزجاج : « وسِرَاجاً » أي وذا سراج مُنير أي كتاب نَيّر . وأجاز أيضاً أن يكون بمعنى : وتالياً كتاب الله .