Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 58-58)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أَذيّة المؤمنين والمؤمنات هي أيضاً بالأفعال والأقوال القبيحة ، كالبهتان والتكذيب الفاحش المختلق . وهذه الآية نظيرُ الآية التي في النساء : { وَمَن يَكْسِبْ خَطِيۤئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ ٱحْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً } [ النساء : 112 ] كما قال هنا . وقد قيل : إن من الأذيّة تعييره بحسب مذموم ، أو حرفة مذمومة ، أو شيء يثقل عليه إذا سمعه ، لأن أذاه في الجملة حرام . وقد ميّز الله تعالى بين أذاه وأذى الرسول وأذى المؤمنين فجعل الأوّل كفراً والثاني كبيرة ، فقال في أذى المؤمنين : { فَقَدِ ٱحْتَمَلُواْ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً } وقد بيّناه . وروي أن عمر بن الخطاب قال لأبيّ بن كعب : قرأت البارحة هذه الآية ففزعت منها { وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُواْ } الآية ، والله إني لأضربهم وأنهرهم . فقال له أُبَيّ : يا أمير المؤمنين ، لستَ منهم ، إنما أنت معلم ومقوّم . وقد قيل : إن سبب نزول هذه الآية أن عمر رأى جارية من الأنصار فضربها وكره ما رأى من زينتها ، فخرج أهلها فآذوا عمر باللسان فأنزل الله هذه الآية . وقيل : نزلت في عليّ ، فإن المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه . رضي الله عنه .