Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 66-67)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ } قراءة العامة بضم التاء وفتح اللام ، على الفعل المجهول . وقرأ عيسى الهمداني وابن إسحاق : « نُقَلِّبُ » بنون وكسر اللام . « وُجُوهَهُمْ » نصباً . وقرأ عيسى أيضاً : « تُقَلِّبُ » بضم التاء وكسر اللام على معنى تقلب السعيرُ وجوهَهم . وهذا التقليب تغيير ألوانهم بلفح النار ، فتسودّ مرة وتخضّر أخرى . وإذا بدّلت جلودهم بجلود أخر فحينئذٍ يتمنون أنهم ما كفروا { يَقُولُونَ يٰلَيْتَنَآ } . ويجوز أن يكون المعنى : يقولون يوم تقلَّب وجوههم في النار يا ليتنا . { أَطَعْنَا ٱللَّهَ وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولاَ } أي لم نكفر فننجو من هذا العذاب كما نجا المؤمنون . وهذه الألف تقع في الفواصل فيوقف عليها ولا يوصل بها . وكذا « السَّبِيلاَ » وقد مضى في أوّل السورة . وقرأ الحسن : « إِنَّا أَطَعْنَا سَادَاتِنَا » بكسر التاء ، جمع سادة . وكان في هذا زجر عن التقليد . والسادة جمع السيد ، وهو فَعَلة ، مثل كتبة وفجرة . وساداتنا جمع الجمع . والسادة والكبراء بمعنًى . وقال قتادة : هم المطعمون في غزوة بدر . والأظهر العموم في القادة والرؤساء في الشرك والضلالة ، أي أطعناهم في معصيتك وما دعونا إليه { فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ } أي عن السبيل وهو التوحيد ، فلما حذف الجار وصل الفعل فنصب . والإضلال لا يتعدّى إلى مفعولين من غير توسط حرف الجر ، كقوله : { لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ } [ الفرقان : 29 ] .