Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 7-7)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ } أي عهدهم على الوفاء بما حمّلوا ، وأن يبشر بعضهم ببعض ، ويصدّق بعضهم بعضاً أي كان مسطوراً حين كتب الله ما هو كائن ، وحين أخذ الله تعالى المواثيق من الأنبياء . { وَمِنْكَ } يا محمد { وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } وإنما خصّ هؤلاء الخمسة وإن دخلوا في زمرة النبيّين تفضيلاً لهم . وقيل : لأنهم أصحاب الشرائع والكتب ، وأولُو العزم من الرسل وأئمة الأمم . ويحتمل أن يكون هذا تعظيماً في قطع الولاية بين المسلمين والكافرين أي هذا مما لم تختلف فيه الشرائع ، أي شرائع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام . أي كان في ابتداء الإسلام توارثٌ بالهجرة ، والهجرة سبب متأكد في الدّيانة ، ثم توارثوا بالقرابة مع الإيمان وهو سبب وكِيد فأما التوارث بين مؤمن وكافر فلم يكن في دين أحد من الأنبياء الذين أخِذ عليهم المواثيق فلا تُداهنوا في الدين ولا تمالئوا الكفار . ونظيره : { شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً إلى قوله وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ } [ الشورى : 13 ] . ومِن ترك التفرق في الدين ترك موالاة الكفار . وقيل : أي النبي أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم كان ذلك في الكتاب مسطوراً ومأخوذاً به المواثيق من الأنبياء . { وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقاً غَلِيظاً } أي عهداً وثيقاً عظيماً على الوفاء بما التزموا من تبليغ الرسالة ، وأن يصدق بعضهم بعضاً . والميثاق هو اليمين بالله تعالى فالميثاق الثاني تأكيد للميثاق الأوّل باليمين . وقيل : الأوّل هو الإقرار بالله تعالى ، والثاني في أمر النبوّة ونظير هذا قوله تعالى : { وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ إِصْرِي } [ آل عمران : 81 ] الآية . أي أخذ عليهم أن يعلنوا أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويعلن محمد صلى الله عليه وسلم أن لا نبيّ بعده . وقدّم محمداً في الذكر لما روى قتادة عن الحسن عن أبي هريرة : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله تعالى : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ } قال : « كنت أوّلَهم في الخلق وآخرَهم في البعث » " وقال مجاهد : هذا في ظهر آدم عليه الصلاة والسلام .