Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 28-30)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً } أي وما أرسلناك إلا للناس كافة أي عامة ففي الكلام تقديم وتأخير . وقال الزجاج : أي وما أرسلناك إلا جامعاً للناس بالإنذار والإبلاغ . والكافة بمعنى الجامع . وقيل : معناه كافا للَّناس ، تكفهم عما هم فيه من الكفر وتدعوهم إلى الإسلام . والهاء للمبالغة . وقيل : أي إلا ذا كافة ، فحذف المضاف ، أي ذا منع للناس من أن يَشِذُّوا عن تبليغك ، أو ذا منع لهم من الكفر ، ومنه : كف الثوبَ ، لأنه ضم طرفيه . { بَشِيراً } أي بالجنة لمن أطاع . { وَنَذِيراً } من النار لمن كفر . { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } ما عند الله وهم المشركون وكانوا في ذلك الوقت أكثر من المؤمنين عدداً . { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } يعني موعدكم لنا بقيام الساعة . { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } فقال الله تعالى : { قُل } لهم يا محمد : { لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ } فلا يغرّنكم تأخيره . والميعاد الميقات . ويعني بهذا الميعاد وقت البعث وقيل وقت حضور الموت أي لكم قبل يوم القيامة وقت معين تموتون فيه فتعلمون حقيقة قولي . وقيل : أراد بهذا اليوم يوم بدر لأن ذلك اليوم كان ميعاد عذابهم في الدنيا في حكم الله تعالى . وأجاز النحويون « ميعاد يومٌ » على أن يكون « ميعادٌ » ابتداء و « يومٌ » بدل منه ، والخبر « لكم » . وأجازوا « ميعادٌ يوماً » يكون ظرفاً ، وتكون الهاء في « عنه » ترجع إلى « يوم » ولا يصح « ميعادُ يومَ لا تستأخرون » بغير تنوين ، وإضافة « يوم » إلى ما بعده إذا قدّرت الهاء عائدة على اليوم ، لأن ذلك يكون من إضافة الشيء إلى نفسه من أجل الهاء التي في الجملة . ويجوز ذلك على أن تكون الهاء للميعاد لا لليوم .