Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 6-6)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما ذكر الذين سَعْوا في إبطال النبوّة بيّن أن الذين أوتوا العلم يرون أن القرآن حق . قال مقاتل : « الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ » هم مؤمنو أهل الكتاب . وقال ابن عباس : هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل جميع المسلمين ، وهو أصح لعمومه . والرؤية بمعنى العلم ، وهو في موضع نصب عطفاً على « لِيَجْزِي » أي ليجزي وليرى ، قاله الزجاج والفرّاء . وفيه نظر ، لأن قوله : { لِّيَجْزِيَ } متعلق بقوله : « لَتَأْتِيَنَّكُمْ السَّاعَةَ » ، ولا يقال : لتأتينكم الساعة ليرى الذين أوتوا العلم أن القرآن حق ، فإنهم يرون القرآن حقًّا وإن لم تأتهم الساعة . والصحيح أنه رفع على الاستئناف ، ذكره القشيريّ . قلت : وإذا كان « ليَجْزِيَ » متعلقاً بمعنى أثبت ذلك في كتاب مبين ، فيحسن عطف « وَيَرَى » عليه ، أي وأثبت أيضاً ليرى الذين أوتوا العلم أن القرآن حق . ويجوز أن يكون مستأنفاً . { ٱلَّذِيۤ } في موضع نصب على أنه مفعول أوّل لـ « ـيرى » { هُوَ ٱلْحَقَّ } مفعول ثان ، و « هو » فاصلة . والكوفيون يقولون « هو » عماد . ويجوز الرفع على أنه مبتدأ . و « الْحَقّ » خبره ، والجملة في موضع نصب على المفعول الثاني ، والنصب أكثر فيما كانت فيه الألف واللام عند جميع النحويين ، وكذا ما كان نكرة لا يدخله الألف واللام فيشبه المعرفة . فإن كان الخبر اسماً معروفاً نحو قولك : كان أخوك هو زيد ، فزعم الفراء أن الاختيار فيه الرفع . وكذا كان محمد هو عمرو . وعلّته في اختياره الرفع أنه لما لم تكن فيه الألف واللام أشبه النكر في قولك : كان زيد هو جالس ، لأن هذا لا يجوز فيه إلا الرفع . { وَيَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ } أي يهدي القرآن إلى طريق الإسلام الذي هو دين الله . ودلّ بقوله : { ٱلْعَزِيزِ } على أنه لا يغالب . وبقوله : { ٱلْحَمِيدِ } على أنه لا يليق به صفة العجز .