Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 40-40)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ } « شركاءكم » منصوب بالرؤية ، ولا يجوز رفعه ، وقد يجوز الرفع عند سيبويه في قولهم : قد علمت زيداً أبو من هو ؟ لأن زيداً في المعنى مستفهم عنه . ولو قلت : أرأيت زيداً أبو من هو ؟ لم يجز الرفع . والفرق بينهما أن معنى هذا أخبرني عنه ، وكذا معنى هذا أخبروني عن شركائكم الذين تدعون من دون الله ، أعبدتموهم لأن لهم شركة في خلق السموات ، أم خلقوا من الأرض شيئا ! { أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً } أي أم عندهم كتاب أنزلناه إليهم بالشركة . وكان في هذا رَدٌّ على من عبد غير الله عز وجل لأنهم لا يجدون في كتاب من الكتب أن الله عز وجل أمر أن يُعْبَد غيره . { فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّنْهُ } قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وحفص عن عاصم « على بيّنةٍ » بالتوحيد ، وجمع الباقون . والمعنيان متقاربان إلا أن قراءة الجمع أولى لأنه لا يخلو من قرأه « على بينةٍ » من أن يكون خالف السواد الأعظم ، أو يكون جاء به على لغة من قال : جاءني طلحت ، فوقف بالتاء ، وهذه لغة شاذة قليلة قاله النحاس . وقال أبو حاتم وأبو عبيد : الجمع أولى لموافقته الخط ، لأنها في مصحف عثمان « بينات » بالألف والتاء . { بَلْ إِن يَعِدُ ٱلظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً } أي أباطيل تغرّ ، وهو قول السادة للسِّفْلة : إن هذه الآلهة تنفعكم وتقرّبكم . وقيل : إن الشيطان يَعِد المشركين ذلك . وقيل : وعدهم بأنهم ينصرون عليهم .