Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 5-5)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } هذا وعظ للمكذبين للرسول بعد إيضاح الدليل على صحة قوله : إن البعث والثواب والعقاب حق . { فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } قال سعيد بن جُبير : غرور الحياة الدنيا أن يشتغل الإنسان بنعيمها ولذاتها عن عمل الآخرة ، حتى يقول : يا ليتني قدّمت لحياتي . { وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } قال ابن السكيت وأبو حاتم : « الغَرور » الشيطان . وغرور جمع غَرّ ، وغَرٌّ مصدر . ويكون « الغَرور » مصدراً وهو بعيد عند غير أبي إسحاق لأن « غررته » متعدّ ، والمصدر المتعدّي إنما هو على فَعْل نحو : ضربته ضرباً ، إلا في أشياء يسيرة لا يقاس عليها قالوا : لزمْته لُزوماً ، ونَهَكه المرض نُهوكاً . فأما معنى الحرف فأحسن ما قيل فيه ما قاله سعيد بن جبير ، قال : الغرور بالله أن يكون الإنسان يعمل بالمعاصي ثم يتمنّى على الله المغفرة . وقراءة العامة « الغَرور » بفتح الغين وهو الشيطان أي لا يغرّنكم بوساوسه في أنه يتجاوز عنكم لفضلكم . وقرأ أبو حَيْوة وأبو السَّمّال العدويّ ومحمد بن السَّمَيْقَع « الغُرور » برفع الغين وهو الباطل أي لا يغرّنكم الباطل . وقال ابن السكيت : والغُرور بالضم ما اغترّ به من متاع الدنيا . قال الزجاج : ويجوز أن يكون الغرور جمع غارّ مثل قاعد وقعود . النحاس : أو جمع غَرّ ، أو يُشبّه بقولهم : نهكه المرض نهوكاً ولزمه لزوماً . الزمخشريّ : أو مصدر « غره » كاللزوم والنهوك .