Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 60-64)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يٰبَنِيۤ آدَمَ } العهد هنا بمعنى الوصية أي ألم أوصكم وأبلغكم على ألسنة الرسل { أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ } أي لا تطيعوه في معصيتي . قال الكسائي : لا للنهي { وَأَنِ ٱعْبُدُونِي } بكسر النون على الأصل ، ومن ضم كرِه كسرة بعدها ضمة . { هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } أي عبادتي دين قويم . قوله تعالى : { وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ } أي أغوى { جِبِلاًّ كَثِيراً } أي خلقاً كثيراً قاله مجاهد . قتادة : جموعاً كثيرة . الكلبي : أمما كثيرة والمعنى واحد . وقرأ أهل المدينة وعاصم : « جِبِلاٍّ » بكسر الجيم والباء . وأبو عمرو وٱبن عامر « جُبْلاً » بضم الجيم وإسكان الباء . الباقون « جُبُلاًّ » بضم الجيم والباء وتخفيف اللام ، وشدّدها الحسن وٱبن أبي إسحاق وعيسى بن عمر وعبد الله بن عبيد والنضر بن أنس . وقرأ أبو يحيى والأشهب العقيلي « جِبْلاً » بكسر الجيم وإسكان الباء وتخفيف اللام . فهذه خمس قراءات . قال المهدوي والثعلبي : وكلها لغات بمعنى الخلق . النحاس : أبينها القراءة الأولى والدليل على ذلك أنهم قد أجمعوا على أن قرءوا { وَٱلْجِبِلَّةَ ٱلأَوَّلِينَ } [ الشعراء : 184 ] فيكون « جِبلاًّ » جمع جِبِلّةٍ ، والاشتقاق فيه كله واحد . وإنما هو من جبل الله عز وجل الخلق أي خلقهم . وقد ذُكِرت قراءة سادسة وهي : « وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِيلاً كَثِيراً » بالياء . وحكي عن الضحاك أن الجيل الواحد عشرة آلاف ، والكثير ما لا يحصيه إلا الله عز وجل ذكره الماوردي . { أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ } عدواته وتعلموا أن الواجب طاعة الله . { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ } أي تقول لهم خزنة جهنم هذه جهنم التي وعدتم فكذبتم بها . وروي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان يوم القيامة جمع الله الإنس والجن والأوّلين والآخرين في صعيد واحد ثم أشرف عنق من النار على الخلائق فأحاط بهم ثم ينادي منادٍ { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ٱصْلَوْهَا ٱلْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } فحينئذ تجثو الأمم على ركبها وتضع كل ذات حمل حملها ، وتذهل كل مرضعة عما أرضعت ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد " .