Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 71-73)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم } هذه رؤية القلب أي أو لم ينظروا ويعتبروا ويتفكروا . { مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ } أي مما أبدعناه وعملناه من غير واسطة ولا وكالة ولا شركة . و « ما » بمعنى الذي وحذفت الهاء لطول الاسم . وإن جعلت « ما » مصدرية لم تحتج إلى إضمار الهاء . { أَنْعاماً } جمع نعم والنعم مذكر . { فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ } ضابطون قاهرون . { وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ } أي سخرناها لهم حتى يقود الصبي الجمل العظيم ويضربه ويصرّفه كيف شاء لا يخرج من طاعته . { فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ } قراءة العامة بفتح الراء أي مركوبهم ، كما يقال : ناقة حَلوب أي محلوب . وقرأ الأعمش والحسن وٱبن السَّمَيْقَع : « فَمِنْهَا رُكُوبُهُمْ » بضم الراء على المصدر . وروي عن عائشة أنها قرأت : « فَمِنْهَا رَكُوبَتُهُمْ » وكذا في مصحفها . والرَّكوب والرَّكوبة واحد ، مثل الحَلوب والحَلوبة ، والحمَول والحمَولة . وحكى النحويون الكوفيون : أن العرب تقول : ٱمرأة صَبور وشَكور بغير هاء . ويقولون : شاة حَلوبة وناقة رَكوبة لأنهم أرادوا أن يفرقوا بين ما كان له الفعل وبين ما كان الفعل واقعاً عليه ، فحذفوا الهاء مما كان فاعلاً وأثبتوها فيما كان مفعولاً كما قال : @ فيها ٱثنتانِ وأربعون حَلُوبَةً سُودًا كخافيةِ الغرابِ الأَسْحَمِ @@ فيجب أن يكون على هذا رَكوبتهم . فأما البصريون فيقولون : حذفت الهاء على النسب . والحجة للقول الأول ما رواه الجرمي عن أبي عبيدة قال : الركوبة تكون للواحد والجماعة ، والرَّكُوب لا يكون إلا للجماعة . فعلى هذا يكون لتذكير الجمع . وزعم أبو حاتم : أنه لا يجوز « فَمِنْهَا رُكُوبُهُمْ » بضم الراء لأنه مصدر والرَّكُوب ما يركب . وأجاز الفرّاء « فَمِنْهَا رُكُوبُهُمْ » بضم الراء ، كما تقول فمنها أكلهم ومنها شربهم . { وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ } من لحومها { وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ } من أصوافها وأوبارها وأشعارها وشحومها ولحومها وغير ذلك . { وَمَشَارِبُ } يعني ألبانها ولم ينصرفا لأنهما من الجموع التي لا نظير لها في الواحد . { أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } الله على نعمه .