Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 158-160)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْجِنَّةِ نَسَباً } أكثر أهل التفسير أن الجِنّة هاهنا الملائكة . وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : قالوا يعني كفار قريش الملائكة بنات اللّه ، جل وتعالى . فقال أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه : فمن أمهاتهن . قالوا : مخدّرات الجنّ . وقال أهل الاشتقاق : قيل لهم جنّة لأنهم لا يُرَونَ . وقال مجاهد : إنهم بطن من بطون الملائكة يقال لهم الجِنّة . وروي عن ابن عباس . وروى إسرائيل عن السدي عن أبي مالك قال : إنما قيل لهم جِنة لأنهم خُزان على الجِنان والملائكة كلهم جِنّة . « نَسَباً » مصاهرة . قال قتادة والكلبي ومقاتل : قالت اليهود لعنهم اللّه إنّ اللّه صاهر الجنّ فكانت الملائكة من بينهم . وقال مجاهد والسدي ومقاتل أيضاً : القائل ذلك كنانة وخزاعة قالوا : إن اللّه خطب إلى سادات الجنّ فزوّجوه من سَرَوات بناتهم ، فالملائكة بنات اللّه من سَرَوات بنات الجنّ . وقال الحسن : أشركوا الشيطان في عبادة اللّه فهو النسب الذي جعلوه . قلت : قول الحسن في هذا أحسن دليله قوله تعالى : { إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ الشعراء : 98 ] أي في العبادة . وقال ابن عباس والضحاك والحسن أيضاً : هو قولهم إن اللّه تعالى وإبليس أخوان تعالى اللّه عن قولهم علواً كبيراً . قوله تعالى : { وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ } أي الملائكة { إِنَّهُمْ } يعني قائل هذا القول { لَمُحْضَرُونَ } في النار قاله قتادة . وقال مجاهد : للحساب . الثعلبي : الأول أولى لأن الإحضار تكرر في هذه السورة ولم يرد اللّه به غير العذاب . { سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } أي تنزيهاً للّه عما يصفون . { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } فإنهم ناجون من النار .