Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 161-163)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فيه ثلاث مسائل : الأولى قوله تعالى : { فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ } « ما » بمعنى الذي . وقيل : بمعنى المصدر ، أي فإنكم وعبادتكم لهذه الأصنام . وقيل : أي فإنكم مع ما تعبدون من دون اللّه يقال : جاء فلان وفلان . وجاء فلان مع فلان . { مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ } أي على اللّه { بِفَاتِنِينَ } بمضلّين . النحاس . أهل التفسير مجمعون فيما علمت على أن المعنى : ما أنتم بمضّلين أحداً إلا من قدّر اللّه عز وجل عليه أن يضِل . وقال الشاعر : @ فردّ بنعمته كيدَهُ عليهِ وكان لنا فاتِنا @@ أي مضلاًّ . الثانية في هذه الآية ردٌّ على القَدَرية . قال عمرو بن ذرّ : قدمنا على عمر بن عبد العزيز فذُكِر عنده القَدَر ، فقال عمر : لو أراد اللّه ألاّ يُعْصى ما خلق إبليس وهو رأس الخطيئة ، وإن في ذلك لعلماً في كتاب اللّه جل وعزّ ، عرفه من عَرَفَه ، وجهله من جهله ثم قرأ { فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ } [ الصافات : 161 ] إلا من كتب اللّه عز وجل عليه أن يصلَى الجحيم . وقال : فصَلت هذه الآية بين الناس ، وفيها من المعاني أن الشياطين لا يَصِلون إلى إضلال أحد إلا من كتب اللّه عليه أنه لا يهتدي ، ولو علم اللّه جل وعز أنه يهتدي لحال بينه وبينهم وعلى هذا قوله : { وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ } [ الإسراء : 64 ] أي لست تَصِل منهم إلى شيء إلا إلى ما في علمي . وقال لَبِيد بن ربيعة في تثبيت القدَرِ فأحسن : @ إنّ تَقْوى ربِّنا خير نَفَلْ وبِإذنِ اللّه رَيْثي وعَجَلْ أحَمدُ اللّه فلا نِدَّ لهُ بِيديهِ الخيرُ ما شاء فَعَلْ مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الخير ٱهتدى ناعِم البَالِ ومَنْ شاء أَضَلْ @@ قال الفراء : أهل الحجاز يقولون فتنت الرجل ، وأهل نجد يقولون أفتنته . الثالثة روي عن الحسن أنه قرأ : « إِلاَّ مَنْ هُوَ صالُ الْجَحِيمِ » بضم اللام . النحاس : وجماعة أهل التفسير يقولون إنه لحن لأنه لا يجوز هذا قاضُ المدينةِ . ومن أحسن ما قيل فيه ما سمعت علي بن سليمان يقوله قال : هو محمول على المعنى لأن معنى . « مَنْ » جماعة فالتقدير صالون ، فحذفت النون للإضافة ، وحذفت الواو لالتقاء الساكنين . وقيل : أصله فاعل إلا أنه قُلب من صال إلى صايل وحذفت الياء وبقيت اللام مضمومة فهو مثل « شَفَا جُرُفٍ هَارٍ » . ووجه ثالث أن تحذف لام « صال » تخفيفاً وتجري الإعراب على عينه ، كما حذف من قولهم : ما باليت به بالة . وأصلها بالية من بالى كعافية من عافى ونظيره قراءة من قرأ ، « وَجنى الْجَنَّتَيْنِ دانٌ » « وَلَهُ الْجَوَارُ الْمُنشَئاتُ » أجرى الإعراب على العين . والأصل في قراءة الجماعة صالُي بالياء فحذفها الكاتب من الخط لسقوطها في اللفظ .