Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 1-3)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { صۤ } قراءة العامة « صۤ » بجزم الدال على الوقف لأنه حرف من حروف الهجاء مثل : « الۤمۤ » و « الۤمۤر » . وقرأ أبيّ بن كعب والحسن وابن أبي إسحاق ونصر بن عاصم « صادِ » بكسر الدال بغير تنوين . ولقراءته مذهبان : أحدهما أنه من صادى يصادي إذا عارض ، ومنه { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } [ عبس : 5 ] أي تعرّض . والمصاداة المعارضة ، ومنه الصَّدَى وهو ما يعارض الصوت في الأماكن الخالية . فالمعنى صادِ القرآنَ بعملك أي عارضه بعملك وقابله به ، فاعمل بأوامره ، وٱنته عن نواهيه . النحاس : وهذا المذهب يروى عن الحسن أنه فسر به قراءته رواية صحيحة . وعنه أن المعنى ٱتله وتعرّض لقراءته . والمذهب الآخر أن تكون الدال مكسورة لالتقاء الساكنين . وقرأ عيسى بن عمر « صاد » بفتح الدال مثله : « قافَ » و « نونَ » بفتح آخرها . وله في ذلك ثلاثة مذاهب : أحدهنّ أن يكون بمعنى ٱتلُ . والثاني أن يكون فتح لالتقاء الساكنين وٱختار الفتح للإتباع ولأنه أخفّ الحركات . والثالث أن يكون منصوباً على القسم بغير حرف كقولك : اللَّه لأفعلنّ ، وقيل : نصب على الإغراء . وقيل : معناه صادَ محمدٌ قلوب الخلق وٱستمالها حتى آمنوا به . وقرأ ٱبن أبي إسحاق أيضاً « صادٍ » بكسر الدال والتنوين على أن يكون مخفوضاً على حذف حرف القسم ، وهذا بعيد وإن كان سيبويه قد أجاز مثله . ويجوز أن يكون مشبهاً بما لا يتمكن من الأصوات وغيرها . وقرأ هارون الأعور ومحمد بن السَّمَيْقَع : « صادُ » و « قافُ » و « نونُ » بضم آخرهن لأنه المعروف بالبناء في غالب الحال ، نحو منذُ وقطُ وقبلُ وبعدُ . و « صۤ » إذا جعلته ٱسماً للسورة لم ينصرف كما أنك إذا سميت مؤنثاً بمذكر لا ينصرف وإن قلّت حروفه . وقال ٱبن عباس وجابر بن عبد اللّه وقد سئلا عن « صۤ » فقالا : لا ندري ما هي . وقال عكرمة : سأل نافع بن الأزرق ٱبن عباس عن « صۤ » فقال : « صۤ » كان بحراً بمكة وكان عليه عرش الرحمن إذ لا ليل ولا نهار . وقال سعيد بن جبير : « صۤ » بحر يُحيي اللّه به الموتى بين النفختين . وقال الضحاك : معناه صدق اللّه . وعنه أن « صۤ » قسم أقسم اللّه به وهو من أسمائه تعالى . وقال السدي ، وروي عن ٱبن عباس . وقال محمد بن كعب : هو مفتاح أسماء اللّه تعالى صمدُ وصانعُ المصنوعات وصادقُ الوعد . وقال قتادة : هو ٱسم من أسماء الرحمن . وعنه أنه ٱسم من أسماء القرآن . وقال مجاهد : هو فاتحة السورة . وقيل : هو مما ٱستأثر اللّه تعالى بعلمه ، وهو معنى القول الأوّل . وقد تقدّم جميع هذا في « البقرة » . قوله تعالى : { وَٱلْقُرْآنِ } خفض بواو القسم والواو بدل من الباء أقسم بالقرآن تنبيهاً على جلالة قدره فإن فيه بيان كل شيء ، وشفاء لما في الصدور ، ومعجزة للنبي صلى الله عليه وسلم . { ذِي ٱلذِّكْرِ } خفض على النعت وعلامة خفضه الياء ، وهو ٱسم معتل والأصل فيه ذَوَى على فَعَل . قال ٱبن عباس ومقاتل معنى « ذِي الذِّكْرِ » ذي البيان . الضحاك : ذي الشرف أي من آمن به كان شرفاً له في الدارين كما قال تعالى : { لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ } أي شرفكم . وأيضاً القرآن شريف في نفسه لإعجازه وٱشتماله على ما لا يشتمل عليه غيره . وقيل : « ذِي الذِّكْرِ » أي فيه ذكر ما يحتاج إليه من أمر الدين . وقيل : « ذِي الذِّكْرِ » أي فيه ذكر أسماء اللّه وتمجيده . وقيل : أي ذي الموعظة والذكر . وجواب القسم محذوف . وٱختلف فيه على أوجه : فقيل جواب القسم « صۤ » لأن معناه حقّ فهي جواب لقوله : { وَٱلْقُرْآنِ } كما تقول : حقًّا واللّهِ ، نزل واللّهِ ، وجب واللّهِ ، فيكون الوقف من هذا الوجه على قوله : { وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ } حسَنّا ، وعلى « في عِزَّةِ وَشِقَاقٍ » تماما . قاله ٱبن الأنباري . وحكى معناه الثعلبي عن الفراء . وقيل : الجواب « بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا في عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ » لأن « بل » نفي لأمر سبق وإثبات لغيره قاله القتبيّ فكأنه قال : { وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } عن قبول الحق وعداوة لمحمد صلى الله عليه وسلم . أو « وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ » ما الأمر كما يقولون من أنك ساحر كذاب لأنهم يعرفونك بالصدق والأمانة بل هم في تكبر عن قبول الحق . وهو كقوله : { قۤ وَٱلْقُرْآنِ ٱلْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوۤاْ } [ قۤ : 1 ] . وقيل : الجواب « كَمْ أَهْلَكْنَا » كأنه قال : والقرآنِ لَكَمْ أهلكنا فلما تأخرت « كَمْ » حذفت اللام منها كقوله تعالى : { وَٱلشَّمْسِ وَضُحَاهَا } [ الشمس : 1 ] ثم قال : « قَدْ أَفْلَحَ » أي لقد أفلح . قال المهدوي : وهذا مذهب الفراء . ٱبن الأنباري : فمن هذا الوجه لا يتم الوقف على قوله : « فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ » . وقال الأخفش : جواب القسم { إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ ٱلرٌّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ } [ صۤ : 14 ] ونحو منه قوله تعالى : { تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } [ الشعراء : 97 ] وقوله : { وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ - إِن كُلُّ نَفْسٍ } [ الطارق : 1 - 4 ] . ٱبن الأنباري : وهذا قبيح لأن الكلام قد طال فيما بينهما وكثرت الآيات والقصص . وقال الكسائي : جواب القسم قوله : { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ ٱلنَّارِ } [ صۤ : 64 ] . ٱبن الأنباري : وهذا أقبح من الأوّل لأن الكلام أشدّ طولاً فيما بين القسم وجوابه . وقيل الجواب قوله : { إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ } [ صۤ : 54 ] . وقال قتادة : الجواب محذوف تقديره « وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ » لتبعثنّ ونحوه . قوله تعالى : { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ } أي في تكبر وٱمتناع من قبول الحق كما قال جل وعز : { وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتْهُ ٱلْعِزَّةُ بِٱلإِثْمِ } [ البقرة : 206 ] والعزّة عند العرب : الغَلَبة والقَهْر . يقال : من عَزَّ بَزَّ يعني من غَلَب سَلَب . ومنه : « وَعَزَّنِي في الخِطْابِ » أراد غلبني . وقال جرير : @ يَعُزُّ عَلَى الطريق بِمَنْكِبيهِ كما ٱبْتَرَك الخْلِيعُ على القِداحِ @@ أراد يغلب . { وَشِقَاقٍ } أي في إظهار خلاف ومباينة . وهو من الشَّق كأنّ هذا في شَقّ وذلك في شَقّ . وقد مضى في « البقرة » مستوفى . قوله تعالى : { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ } أي من قوم كانوا أمنع من هؤلاء . و « كَمْ » لفظة التكثير { فَنَادَواْ } أي بالاستغاثة والتوبة . والنداء رفع الصوت ومنه الخبر : " ألقِه على بلالٍ فإنّه أَنْدى منك صوتاً " أي أرفع . { وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } قال الحسن : نادوا بالتوبة وليس حين التوبة ولا حين ينفع العمل . النحاس : وهذا تفسير منه لقوله عز وجل : { وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } فأما إسرائيل فروى عن أبي إسحاق عن التميمي عن ٱبن عباس : « وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ » قال : ليس بحين نَزْوٍ ولا فِرار قال : ضُبِط القوم جميعاً قال الكلبي : كانوا إذا قاتلوا فٱضطروا قال بعضهم لبعض مناص أي عليكم بالفرار والهزيمة ، فلما أتاهم العذاب قالوا مناص فقال اللّه عز وجل : { وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } قال القشيري : وعلى هذا فالتقدير : فنادوا مناص فحذف لدلالة بقية الكلام عليه أي ليس الوقت وقت ما تنادون به . وفي هذا نوع تحكم إذ يبعد أن يقال : كل من هلك من القرون كانوا يقولون مناص عند الاضطرار . وقيل : المعنى « وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ » أي لا خلاص وهو نصب بوقوع لا عليه . قال القشيري : وفيه نظر لأنه لا معنى على هذا للواو في « وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ » وقال الجرجاني : أي فنادوا حين لا مناص أي ساعة لا منجىً ولا فوت . فلما قدم « لا » وأخّر « حين » ٱقتضى ذلك الواو ، كما يقتضي الحال إذا جعل ابتداء وخبرا مثل قولك جاء زيد راكباً فإذا جعلته مبتدأ وخبرا ٱقتضى الواو مثل جاءني زيد وهو راكب ، فحين ظرف لقوله : { فَنَادَواْ } . والمناص بمعنى التأخر والفِرار والخلاص أي نادوا لطلب الخلاص في وقت لا يكون لهم فيه خلاص . قال الفرّاء : @ أَمِنْ ذكر ليلى إذ نَأتكَ تَنُوصُ @@ يقال : ناص عن قِرْنه يَنُوص نَوْصاً ومناصاً أي فَرَّ وزاغ . النحاس : ويقال : ناص ينوص إذا تقدم . قلت : فعلى هذا يكون من الأضداد ، والنَّوْص الحمار الوحشي . وٱستناص أي تأخر قاله الجوهري . وتكلم النحويون في « وَلاَتَ حِينَ » وفي الوقف عليه ، وكثّر فيه أبو عبيدة القاسم بن سلاّم في كتاب القراءات وكل ما جاء به إلا يسيراً مردود . فقال سيبويه : « لات » مشبّهة بليس والاسم فيها مضمر أي ليست أحياننا حين مناص . وحكي أن من العرب من يرفع بها فيقول : ولات حِينُ مناصٍ . وحكي أن الرفع قليل ويكون الخبر محذوفاً كما كان الاسم محذوفاً في النصب أي ولات حينُ مناصٍ لنا . والوقف عليها عند سيبويه والفراء « ولات » بالتاء ثم تبتدىء « حِينَ مَنَاصٍ » وهو قول ٱبن كيسان والزجاج . قال أبو الحسن بن كيسان : والقول كما قال سيبويه لأنه شبهها بليس فكما يقال ليست يقال لات . والوقوف عليها عند الكسائي بالهاء وَلاْه . وهو قول المبردّ محمد بن يزيد . وحكى عنه علي بن سليمان أن الحجة في ذلك أنها دخلت عليها الهاء لتأنيث الكلمة ، كما يقال ثُمَّهْ ورُبَّهْ . وقال القشيري : وقد يقال ثُمَّتْ بمعنى ثُمَّ ، ورُبَّتْ بمعنى رُبَّ فكأنهم زادوا في لا هاء فقالوا لاه ، كما قالوا في ثُمَّ ثُمَّهْ ثم عند الوصل صارت تاء . وقال الثعلبي : وقال أهل اللغة : و « لاَتَ حِينَ » مفتوحتان كأنهما كلمة واحدة ، وإنما هي « لا » زيدت فيها التاء نحو ربّ ورُبّتْ ، وثمّ وثُمّتْ . قال أبو زبيد الطائي : @ طَلَبُوا صُلْحَنا ولاَتَ أَوَانِ فأَجَبْنَا أَنْ ليس حينَ بقَاءِ @@ وقال آخر : @ تذكَّر حُبَّ ليلى لاَتَ حِينَا وأمسى الشَّيْبُ قد قَطَعَ الْقَرينا @@ ومن العرب من يخفض بها وأنشد الفراء : @ فَلَتَعْرِفَنّ خَلاَئقًا مَشْمُولَةً ولَتَنْدَمَنَّ ولاَتَ ساعةِ مَنْدَمِ @@ وكان الكسائي والفراء والخليل وسيبويه والأخفش يذهبون إلى أن « وَلاَتَ حِينَ » التاء منقطعة من حين ، ويقولون معناها وليست . وكذلك هو في المصاحف الجدد والعتق بقطع التاء من حين . وإلى هذا كان يذهب أبو عبيدة مَعْمَر بن المثنَّى . وقال أبو عبيد القاسم بن سلاّم : الوقف عندي على هذا الحرف « ولا » والابتداء « تحين مناصٍ » فتكون التاء مع حين . وقال بعضهم : « لات » ثم يبتدىء فيقول : « حين مناصٍ » . قال المهدوي : وذكر أبو عبيد أن التاء في المصحف متصلة بحين وهو غلط عند النحويين ، وهو خلاف قول المفسرين . ومن حجة أبي عبيد أن قال : إنا لم نجد العرب تزيد هذه التاء إلا في حين وأوان والآن وأنشد لأبي وَجْزَةَ السعدي : @ العاطفُون تَحِينَ ما مِنْ عاطِفٍ والمُطْعِمون زَمانَ أَيْنَ الْمُطْعِمُ @@ وأنشد لأبي زبيد الطائي : @ طلبوا صلحنا ولا تأوانِ فأجبنا أن ليس حين بقاءِ @@ فأدخل التاء في أوان . قال أبو عبيد : ومن إدخالهم التاء في الآن ، حديث ٱبن عمر وسأله رجل عن عثمان بن عفان رضي اللّه عنه ، فذكر مناقبه ثم قال : ٱذهبْ بها تَلاَنَ معك . وكذلك قول الشاعر : @ نَوِّلِي قَبل نأَيِ دَارِي جُمانا وصِـلِينا كما زَعمْتِ تَلاناً @@ قال أبو عبيد : ثم مع هذا كله إني تعمدت النظر في الذي يقال له الإمام مصحف عثمان فوجدت التاء متصلة مع حين قد كتبت تحين . قال أبو جعفر النحاس : أما البيت الأول الذي أنشده لأبي وجزة فرواه العلماء باللغة على أربعة أوجه ، كلها على خلاف ما أنشده وفي أحدها تقديران رواه أبو العباس محمد بن يزيد : @ العاطِفونَ ولاتَ ما مِن عاطِفٍ @@ والرواية الثانية : @ العاطِفونَ ولاَتَ حِينِ تَعاطفٍ @@ والرواية الثالثة رواها ابن كيسان : @ العاطِفونَةَ حِينَ ما مِن عاطِفٍ @@ جعلها هاء في الوقف وتاء في الإدراج ، وزعم أنها لبيان الحركة شبهت بهاء التأنيث . الرواية الرابعة : @ العاطِفونهُ حين ما مِن عاطِفٍ @@ وفي هذه الرواية تقديران أحدهما وهو مذهب إسماعيل بن إسحاق أن الهاء في موضع نصب كما تقول : الضاربون زيداً فإذا كنّيت قلت الضاربوه . وأجاز سيبويه في الشعر الضاربونهُ ، فجاء إسماعيل بالتأنيث على مذهب سيبويه في إجازته مثله . والتقدير الآخر العاطفونهْ على أن الهاء لبيان الحركة ، كما تقول : مرّ بنا المسلمونهْ في الوقف . ثم أجريت في الوصل مجراها في الوقف كما قرأ أهل المدينة : { مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } [ الحاقة : 28 29 ] وأما البيت الثاني فلا حجة له فيه لأنه يوقف عليه ولات أوان غير أن فيه شيئاً مشكلاً لأنه يروى ولات أوانِ بالخفض ، وإنما يقع ما بعد لات مرفوعاً أو منصوباً . وإن كان قد روي عن عيسى بن عمر أنه قرأ « ولاتِ حِينِ مناصِ » بكسر التاء من لات والنون من حين فإن الثبت عنه أنه قرأ « ولاتِ حينَ مناص » فبنى « لاتِ » على الكسر ونصب « حين » . فأما « ولاَتَ أوانِ » ففيه تقديران قال الأخفش : فيه مضمر أي ولات حين أوان . قال النحاس : وهذا القول بيّن الخطأ . والتقدير الآخر عن أبي إسحاق قال : تقديره ولات أواننا فحذف المضاف إليه فوجب ألا يعرب ، وكسره لالتقاء الساكنين . وأنشده محمد بن يزيد ولات أوانُ بالرفع . وأما البيث الثالث فبيت مولّد لا يعرف قائله ولا تصح به حجة . على أن محمد بن يزيد رواه كما زعمت الآن . وقال غيره : المعنى كما زعمت أنت الآن . فأسقط الهمزة من أنت والنون . وأما ٱحتجاجه بحديث ٱبن عمر ، لما ذكر للرجل مناقب عثمان فقال له : ٱذهب بها تَلاَنَ إلى أصحابك فلا حجة فيه لأن المحدّث إنما يروي هذا على المعنى . والدليل على هذا أن مجاهداً يروي عن ٱبن عمر هذا الحديث وقال فيه : ٱذهب فٱجهد جهدك . ورواه آخر : ٱذهب بها الآن معك . وأما ٱحتجاجه بأنه وجدها في الإمام « تحِينَ » . فلا حجة فيه لأن معنى الإمام أنه إمام المصاحف فإن كان مخالفاً لها فليس بإمام لها ، وفي المصاحف كلها « وَلاَتَ » فلو لم يكن في هذا إلا هذا الاحتجاج لكان مقنعاً . وجمع مناص مناوص .