Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 4-5)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَعَجِبُوۤاْ أَن جَآءَهُم مٌّنذِرٌ مِّنْهُمْ } « أن » في موضع نصب والمعنى من أن جاءهم . قيل : هو متصل بقوله : { فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } أي في عزة وشقاق وعجبوا ، وقوله : { كَمْ أَهْلَكْنَا } معترض . وقيل : لا بل هذا ابتداء كلام أي ومن جهلهم أنهم أظهروا التعجب من أن جاءهم منذر منهم . { وَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ } أي يجيء بالكلام المموَّه الذي يخدع به الناس وقيل : يفرق بسحره بين الوالد وولده والرجل وزوجته { كَذَّابٌ } أي في دعوى النبوّة . قوله تعالى : { أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وَاحِداً } مفعولان أي صيّر الآلهة إلٰهاً واحداً . { إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ } أي عجيب . وقرأ السلمي : « عُجَّابٌ » بالتشديد . والعُجَاب والعُجّاب والعَجَب سواء . وقد فرّق الخليل بين عَجِيب وعُجَاب فقال : العَجِيب العَجَب ، والعُجَاب الذي قد تجاوز حدّ العَجَب ، والطويل الذي فيه طول ، والطُّوال ، الذي قد تجاوز حدّ الطُّول . وقال الجوهري : العَجِيب الأمر الذي يتعجّب منه ، وكذلك العُجَاب بالضم ، والعُجّاب بالتشديد أكثر منه ، وكذلك الأعجوبة . وقال مقاتل : « عُجَّابٌ » لغة أزد شنوءة . وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : " مرض أبو طالب فجاءت قريش إليه ، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، وعند رأس أبي طالب مجلس رجل ، فقام أبو جهل كي يمنعه ، قال : وشكوه إلى أبي طالب ، فقال : يا بن أخي ما تريد من قومك ؟ فقال : « يا عم إنما أريد منهم كلمة تذلّ لهم بها العرب وتؤدّي إليهم بها الجزيةَ العجم » فقال : وما هي ؟ قال : « لا إلٰه إلا اللّه » قال : فقالوا « أَجَعَل الآلِهَةَ إِلٰهاً وَاحِداً » قال : فنزل فيهم القرآن { صۤ وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } حتى بلغ { إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ ٱخْتِلاَقٌ } " خرّجه الترمذي أيضاً بمعناه . وقال : هذا حديث حسن صحيح . وقيل : " لما أسلم عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه شق على قريش إسلامه فٱجتمعوا إلى أبي طالب وقالوا : ٱقض بيننا وبين ٱبن أخيك . فأرسل أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا بن أخي هؤلاء قومك يسألونك السواء ، فلا تمل كل الميل على قومك . قال : « وماذا يسألونني » قالوا : ٱرفضنا وٱرفض ذكر آلهتنا وندعك وإلٰهك . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أتعطونني كلمة واحدة وتملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم » فقال أبو جهل : للّه أبوكٰ لنعطينكها وعشر أمثالها . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « قولوا لا إلٰه إلا اللّه » فنفروا من ذلك وقاموا " فقالوا : « أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلٰهاً واحِداً » فكيف يسع الخلق كلهم إلٰه واحد . فأنزل اللّه فيهم هذه الآيات إلى قوله : { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ } .