Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 48-54)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَٱذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَذَا ٱلْكِفْلِ } مضى ذكر اليسع في « الأنعام » وذكر ذي الكفل في « الأنبياء » . { وَكُلٌّ مِّنَ ٱلأَخْيَارِ } أي ممن اختير للنبوّة . { هَـٰذَا ذِكْرٌ } بمعنى هذا ذكر جميل في الدنيا وشرف يذكرون به في الدنيا أبداً . { وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ } أي لهم مع هذا الذكر الجميل في الدنيا حسن المرجع في القيامة . ثم بيّن ذلك بقوله تعالى : { جَنَّاتِ عَدْنٍ } والعدن في اللغة الإقامة يقال : عدن بالمكان إذا أقام . وقال عبد الله بن عمر : إن في الجنة قصراً يقال له عَدْن حوله البروج والمروج فيه خمسة آلاف باب على كل باب خمسة آلاف حِبَرَة لا يدخله إلا نبيّ أو صِدّيق أو شهيد . { مُّفَتَّحَةً } حال { لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ } رفعت الأبواب لأنه اسم ما لم يسم فاعله . قال الزجاج : أي مفتحة لهم الأبواب منها . وقال الفرّاء : مفتحة لهم أبوابها . وأجاز الفرّاء : « مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابَ » بالنصب . قال الفرّاء : أي مفتحة الأبوابِ ثم جئت بالتنوين فنصبت . وأنشد هو وسيبويه : @ ونأخذُ بعدهُ بِذِنَابِ عَيْشٍ أَجبَّ الظَّهْرَ ليس له سَنَامُ @@ وإنما قال : « مُفَتَّحَةً » ولم يقل مفتوحة لأنها تفتح لهم بالأمر لا بالمس . قال الحسن : تُكلَّم : انفتحي فتنفتح انغلقي فتنغلق . وقيل : تفتح لهم الملائكة الأبواب . قوله تعالى : { مُتَّكِئِينَ فِيهَا } هو حال قدمت على العامل فيها وهو قوله : { يَدْعُونَ فِيهَا } أي يدعون في الجنات متكئين فيها . { بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ } أي بألوان الفواكه { وَشَرَابٍ } أي وشراب كثير فحذف لدلالة الكلام عليه . قوله تعالى : { وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ } أي على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم وقد مضى في « الصافات » . { أَتْرَابٌ } أي على سن واحد . وميلاد امرأة واحدة ، وقد تساوين في الحسن والشباب ، بنات ثلاث وثلاثين سنة . قال ابن عباس : يريد الآدميات . و « أَتْرابٌ » جمع تِرْب وهو نعت لقاصرات لأن « قاصِرَاتُ » نكرة وإن كان مضافاً إلى المعرفة . والدليل على ذلك أن الألف واللام يدخلانه كما قال : @ مِن القاصِراتِ الطَّرْفِ لَوْ دَبَّ مُحْوِلٌ من الذَّرِّ فوق الإِتْبِ مِنها لأَثَّرا @@ قوله تعالى : { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ } أي هذا الجزاء الذي وعدتم به . وقراءة العامة بالتاء أي ما توعدون أيها المؤمنون . وقرأ ابن كثير وابن محيصن وأبو عمرو ويعقوب بالياء على الخبر ، وهي قراءة السُّلمي واختيار أبي عبيد وأبي حاتم لقوله تعالى : { وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ } فهو خبر . « لِيوْمِ الْحِسَابِ » أي في يوم الحساب ، قال الأعشى : @ المهِينِين مَا لَهُمْ لزمانِ السَّـ ـوءِ حتى إِذا أفاق أفاقوا @@ أي في زمان السوء . قوله تعالى : { إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ } دليل على أن نعيم الجنة دائم لا ينقطع كما قال : { عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } [ هود : 108 ] وقال : { لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } [ الانشقاق : 25 ] .