Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 46-48)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قُلِ ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } نصب لأنه نداء مضاف وكذا { عَالِمَ ٱلْغَيْبِ } ولا يجوز عند سيبويه أن يكون نعتاً . { أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } وفي صحيح مسلم " عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال : سألت عائشة رضي الله عنها بأي شيء كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح صلاته إذا قام من الليل ؟ قالت : كان إذا قام من الليل افتتح صلاته « اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل { فَاطِرَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ عَالِمَ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم » " ولما بلغ الربيع بن خَيْثم قتل الحسين بن علي رضي الله عنهم قرأ : { قُلِ ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ عَالِمَ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } . وقال سعيد بن جبير : إني لأعرف آية ما قرأها أحد قط فسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه ، قوله تعالى : { قُلِ ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ عَالِمَ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } . قوله تعالى : { وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أي كذبوا وأشركوا { مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ مِن سُوۤءِ ٱلْعَذَابِ } أي من سوء عذاب ذلك اليوم . وقد مضى هذا في سورة « آل عمران » و « الرعد » . { وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } من أجلِّ ما روي فيه ما رواه منصور عن مجاهد قال : عملوا أعمالاً توهموا أنها حسنات فإذا هي سيئات . وقاله السدي . وقيل : عملوا أعمالاً توهموا أنهم يتوبون منها قبل الموت فأدركهم الموت قبل أن يتوبوا ، وقد كانوا ظنوا أنهم ينجون بالتوبة . ويجوز أن يكونوا توهموا أنه يغفر لهم من غير توبة فـ { وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } من دخول النار . وقال سفيان الثوري في هذه الآية : ويل لأهل الرياء ويل لأهل الرياء هذه آيتهم وقصتهم . وقال عكرمة بن عمار : جزع محمد بن المنكدر عند موته جزعاً شديداً ، فقيل له : ما هذا الجزع ؟ قال : أخاف آية من كتاب الله { وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } فأنا أخشى أن يبدو لي ما لم أكن أحتسب . { وَبَدَا لَهُمْ } أي ظهر لهم { سَيِّئَاتُ مَا كَـسَبُواْ } أي عقاب ما كسبوا من الكفر والمعاصي . { وَحَاقَ بِهِم } أي أحاط بهم ونزل { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } .