Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 49-52)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا } قيل : إنها نزلت في حُذَيفة بن المغيرة . { ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ } قال قتادة : { عَلى عِلْمٍ } عندي بوجوه المكاسب ، وعنه أيضاً { عَلَى عِلْمٍ } على خير عندي . وقيل : { عَلَى عِلْمٍ } أي على علم من الله بفضلي . وقال الحسن : { عَلَى عِلْمٍ } أي بعلم علمني الله إياه . وقيل : المعنى أنه قال قد علمت أني إذا أوتيت هذا في الدنيا أن لي عند الله منزلة فقال الله : { بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ } أي بل النعم التي أوتيتها فتنة تختبر بها . قال الفراء : أنث « هي » لتأنيث الفتنة ، ولو كان بل هو فتنة لجاز . النحاس : التقدير بل أعطيته فتنة . { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أي لا يعلمون أن إعطاءهم المال اختبار . قوله تعالى : { قَدْ قَالَهَا } أنث على تأنيث الكلمة . { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يعني الكفار قبلهم كقارون وغيره حيث قال : « إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْم عِنْدِي » . { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } « ما » للجحد أي لم تغن عنهم أموالهم ولا أولادهم من عذاب الله شيئاً . وقيل : أي فما الذي أغنى أموالهم ؟ فـ « ـما » استفهام . { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } أي جزاء سيئات أعمالهم . وقد يسمى جزاء السيئة سيئة . { وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أي أشركوا { مِنْ هَـٰؤُلاَءِ } الأمة { سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } أي بالجوع والسيف . { وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ } أي فائتين الله ولا سابقيه . وقد تقدّم . قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } خص المؤمن بالذكر لأنه هو الذي يتدبر الآيات وينتفع بها . ويعلم أن سعة الرزق قد يكون مكراً واستدراجاً ، وتقتيره رفعة وإعظاماً .