Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 108-109)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال الضحاك : لما سرق الدّرع اتخذ حفرة في بيته وجعل الدّرع تحت التراب فنزلت { يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ } يقول : لا يخفى مكان الدّرع على الله { وَهُوَ مَعَهُمْ } أي رقيب حفيظ عليهم . وقيل : { يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ } أي يستتِرون ، كما قال تعالى : { وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِٱلْلَّيْلِ } [ الرعد : 10 ] أي مستتر . وقيل : يستحيون من الناس ، وهذا لأن الاستحياء سبب الاستتار . ومعنى { وَهُوَ مَعَهُمْ } أي بالعلم والرّؤية والسمع ، هذا قول أهل السنة . وقالت الجهمية والقدرية والمعتزلة : هو بكل مكان ، تمسكا بهذه الآية وما كان مثلها ، قالوا : لما قال { وَهُوَ مَعَهُمْ } ثبت أنه بكل مكان ، لأنه قد أثبت كونه معهم تعالى الله عن قولهم ، فإن هذه صفة الأجسام والله تعالى متعالٍ عن ذلك ألا ترى مناظرة بِشْر في قول الله عز وجل : { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ } [ المجادلة : 7 ] حين قال : هو بذاته في كل مكان فقال له خصمه : هو في قَلَنْسُوَتِكَ وفي حَشْوك وفي جوف حِمارك . تعالى الله عما يقولون ! حكى ذلك وَكيعٌ رضي الله عنه . ومعنى { يُبَيِّتُونَ } يقولون . قاله الكلبي عن أبي صالح عن ٱبن عباس . { مَا لاَ يَرْضَىٰ } أي ما لا يرضاه الله لأهل طاعته . { مِنَ ٱلْقَوْلِ } أي من الرأي والاعتقاد ، كقولك : مذهب مالك والشافعي . وقيل : « القول » بمعنى المقول لأن نفس القول لا يبيّت . قوله تعالى : { هَا أَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ } يريد قوم بشير السارق لما هربوا به وجادلوا عنه . قال الزجاج : { هَـٰؤُلاۤءِ } بمعنى الذين . { جَادَلْتُمْ } حاججتم . { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ ٱللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } استفهام معناه الإنكار والتوبيخ . { أَمْ مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } الوكيل : القائم بتدبير الأمور ، فالله تعالى قائم بتدبير خلقه . والمعنى : لا أحد لهم يقوم بأمرهم إذا أخذهم الله بعذابه وأدخلهم النار .