Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 147-147)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
استفهام بمعنى التقرير للمنافقين . التقدير : أي منفعة له في عذابكم إن شكرتم وآمنتم فنبه تعالى أنه لا يعذب الشاكر المؤمن ، وأنّ تعذيبه عباده لا يزيد في ملكه ، وتركه عقوبتهم على فعلهم لا ينقص من سلطانه . وقال مكحول : أربع من كنّ فيه كنّ له ، وثلاث من كنّ فيه كنّ عليه فالأربع اللاتي له : فالشكر والإيمان والدعاء والاستغفار ، قال الله تعالى : { مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ } وقال الله تعالى : { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [ الأنفال : 33 ] وقال تعالى : { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ } [ الفرقان : 77 ] . وأما الثلاث اللاتي عليه : فَالمَكْرُ وَالبَغْيُ والنَّكْثُ قال الله تعالى : { فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ } [ الفتح : 10 ] وقال تعالى : { وَلاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ } [ فاطر : 43 ] وقال تعالى : { إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ } [ يونس : 23 ] . { وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً } أي يشكر عباده على طاعته . ومعنى { يشكرهم } يثيبهم فيتقبل العمل القليل ويعطي عليه الثواب الجزيل ، وذلك شكر منه على عبادته . والشكر في اللغة الظهور ، يقال : دابة شكور إذا أظهرت من السمن فوق ما تُعطَي من العلف ، وقد تقدّم هذا المعنى مستوفى . والعرب تقول في المثل أشْكَرُ من بَرْوَقَة لأنها يقال : تخضرّ وتنضُر بظلّ السحاب دون مطر . والله أعلم .