Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 66-68)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

سبب نزولها ما رُوي أن ثابت بن قيس بن شَمّاس تفاخر هو ويهوديّ فقال اليهوديّ : والله لقد كُتب علينا أن نقتل أنفسنا فقتلنا ، وبلغت القَتْلى سبعين ألفاً فقال ثابت : والله لو كتب الله علينا أن ٱقتلوا أنفسكم لفعلنا . وقال أبو إسحاق السَّبِيعي : لما نزلت { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ } الآية ، قال رجل : لو أمرنا لفعلنا ، والحمد لله الذي عافانا . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إنّ من أُمّتي رجالاً الإيمانُ أثْبَت في قلوبهم من الجبال الرواسِيّ " قال ٱبن وَهْب قال مالك : القائل ذلك هو أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه وهكذا ذكر مَكِّيّ أنه أبو بكر . وذكر النّقّاش أنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وذُكر عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : لو كُتِب علينا ذلك لبدأت بنفسي وأهلِ بيتي . وذكر أبو اللّيث السَّمَرْقَنديّ : أن القائل منهم عمّار بن ياسر وٱبن مسعود وثابت بن قيس ، قالوا : لو أن الله أمَرَنا أن نقتل أنفسنا أو نَخرج من ديارنا لفعلنا فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : " الإيمان أثبت في قلوب الرجال من الجبال الرواسي " و « لو » حرف يَدلّ على امتناع الشيء لامتناع غيره ، فأخبر الله سبحانه أنه لم يكتب ذلك علينا رِفْقاً بنا لئلا تظهر معصيتُنا . فكم من أمر قصّرنا عنه مع خِفته فكيف بهذا الأمر مع ثِقله ! لكن أَمَا والله لقد ترك المهاجرون مساكنهم خاوية وخرجوا يطلبون بها عيشة راضية . { مَّا فَعَلُوهُ } أي القتل والخروج { إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ } « قليل » بدل من الواو ، والتقدير ما فعله أحد إلاَّ قليل . وأهل الكوفة يقولون : هو على التكرير ما فعلوه ما فعله إلاَّ قليل منهم . وقرأ عبد الله بن عامر وعيسىٰ بن عمر { إِلاَّ قَلِيلٌ } على الاستثناء . وكذلك هو في مصاحف أهل الشام . الباقون بالرفع ، والرفع أجود عند جميع النحويين . وقيل : انتصب على إضمار فعل ، تقديره إلاَّ أن يكون قليلاً منهم . وإنما صار الرفع أجود لأن اللفظ أولى من المعنى ، وهو أيضاً يشتمل على المعنى . وكان من القليل أبو بكر وعمر وثابت بن قيس كما ذكرنا . وزاد الحسنُ ومُقاتل عمَّاراً وابنَ مسعود وقد ذكرناهما . { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } أي في الدنيا والآخرة . { وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً } أي على الحق . { وَإِذاً لآتَيْنَاهُمْ مِّن لَّدُنَّـآ أَجْراً عَظِيماً } أي ثواباً في الآخرة . وقيل : اللام لام الجواب ، و « إذا » دالة على الجزاء ، والمعنى لو فعلوا ما يوعظون به لآتيناهم .