Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 26-29)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ } لما أخبر تعالى عن كفر قوم هود وصالح وغيرهم أخبر عن مشركي قريش وأنهم كذبوا القرآن فقالوا : « لاَ تَسْمَعُوا » . وقيل : معنى « لاَ تَسْمَعُوا » لا تطيعوا يقال : سمعت لك أي أطعتك . « وَالْغَوْا فِيهِ » قال ابن عباس : قال أبو جهل إذا قرأ محمد فصيحوا في وجهه حتى لا يدري ما يقول . وقيل : إنهم فعلوا ذلك لما أعجزهم القرآن . وقال مجاهد : المعنى « وَالْغَوْا فِيهِ » بالمُكاء والتَّصفيق والتخليط في المنطق حتى يصير لَغْواً . وقال الضحاك : أكثِروا الكلام ليختلط عليه ما يقول . وقال أبو العالية وابن عباس أيضاً : قِعُوا فيه وعيِّبوه { لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } محمداً على قراءته فلا يظهر ولا يستميل القلوب . وقرأ عيسى بن عمر والجحدري وابن أبي إسحاق وأبو حَيْوة وبكر بن حبيب السهمي « وَالْغُوا » بضم الغين وهي لغة من لغا يلغو . وقراءة الجماعة من لَغِيَ يَلْغَى . قال الهروي : وقوله : { وَٱلْغَوْاْ فِيهِ } قيل : عارِضوه بكلام لا يفهم . يقال : لغوت ألغُو وأَلْغَى ، ولغِي يَلْغى ثلاث لغات . وقد مضى معنى اللغو في « البقرة » وهو ما لا يعلم له حقيقة ولا تحصيل . قوله تعالى : { فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَاباً شَدِيداً } قد تقدّم أن الذوق يكون محسوساً ، ومعنى العذاب الشديد : ما يتوالى فلا ينقطع . وقيل : هو العذاب في جميع أجزائهم . { وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي ولنجزينهم في الآخرة جزاء قبح أعمالهم التي عملوها في الدنيا . وأسوأ الأعمال الشرك . قوله تعالى : { ذَلِكَ جَزَآءُ أَعْدَآءِ ٱللَّهِ ٱلنَّارُ } أي ذلك العذاب الشديد ، ثم بينه بقوله « النَّارُ » . وقرأ ابن عباس « ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ دَارُ الْخُلْدِ » فترجم بالدار عن النار وهو مجاز الآية . و « ذَلِكَ » ابتداء و « جَزَاءُ » الخبر و « النَّارُ » بدل من « جَزَاءُ » أو خبر مبتدأ مضمر ، والجملة في موضع بيان للجملة الأولى . قوله تعالى : { وَقَال الَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني في النار فذكره بلفظ الماضي والمراد المستقبل { رَبَّنَآ أَرِنَا ٱللَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ } يعني إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه . عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما ويشهد لهذا القول الحديث المرفوع : " ما من مسلم يُقتل ظلماً إلا كان على ابن آدم الأوّل كفل من ذنبه لأنه أوّل من سنّ القتل " خرّجه الترمذي ، وقيل : هو بمعنى الجنس وبُني على التثنية لاختلاف الجنسين . { نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ ٱلأَسْفَلِينَ } سألوا ذلك حتى يشتفوا منهم بأن يجعلوهم تحت أقدامهم { لِيَكُونَا مِنَ ٱلأَسْفَلِينَ } في النار وهو الدرك الأسفل . سألوا أن يُضعِّف الله عذاب من كان سبب ضلالتهم من الجن والإنس . وقرأ ابن محيصن والسوسي عن أبي عمرو وابن عامر وأبو بكر والمفضل « أَرْنَا » بإسكان الراء ، وعن أبي عمرو أيضاً باختلاسها . وأشبع الباقون كسرتها وقد تقدّم في « الأعراف » .