Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 6-8)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } أي لست بمَلَك بل أنا من بني آدم . قال الحسن : علمه الله تعالى التواضع . { يُوحَىٰ إِلَيَّ } أي من السماء على أيدي الملائكة { أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } { فـ } ـآمنوا به و { فَٱسْتَقِيمُوۤاْ إِلَيْهِ } أي وجهوا وجوهكم بالدعاء له والمسألة إليه ، كما يقول الرجل : استقم إلى منزلك أي لا تعرج على شيء غير القصد إلى منزلك . { وَٱسْتَغْفِرُوهُ } أي من شرككم . { وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } قال ابن عباس : لا يشهدون « أن لا إلٰه إلا الله » وهي زكاة الأنفس . وقال قتادة : لا يقرون بالزكاة أنها واجبة . وقال الضحاك ومقاتل : لا يتصدقون ولا ينفقون في الطاعة . قرَّعهم بالشح الذي يأنف منه الفضلاء ، وفيه دلالة على أن الكافر يعذب بكفره مع منع وجوب الزكاة عليه . وقال الفراء وغيره : كان المشركون ينفقون النفقات ، ويسقون الحجيج ويطعمونهم ، فحرّموا ذلك على من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فنزلت فيهم هذه الآية . { وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } فلهذا لا ينفقون في الطاعة ولا يستقيمون ولا يستغفرون . الزمخشري : فإن قلت لم خص من بين أوصاف المشركين منع الزكاة مقروناً بالكفر بالآخرة ؟ قلت : لأن أحب شيء إلى الإنسان ماله ، وهو شقيق روحه ، فإذا بذله في سبيل الله فذلك أقوى دليل على ثباتهواستقامته وصدق نيته ونصوع طويته ألا ترى إلى قوله عز وجل : { وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ } [ البقرة : 265 ] أي يثبتون أنفسهم ، ويدلون على ثباتها بإنفاق الأموال ، وما خدع المؤلفة قلوبهم إلا بلمظة من الدنيا ، فقويت عصبتهم ولانت شكيمتهم وأهل الردة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تظاهروا إلا بمنع الزكاة ، فنصبت لهم الحروب وجوهدوا . وفيه بعث للمؤمنين على أداء الزكاة ، وتخويف شديد من منعها ، حيث جعل المنع من أوصاف المشركين ، وقرِن بالكفر بالآخرة . قوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } قال ابن عباس : غير مقطوع مأخوذ من مننت الحبل إذا قطعته ومنه قول ذي الإصبع : @ إِنِّي لَعَمْرُك ما بابي بِذِي غَلَقٍ على الصَّدِيقِ ولا خَيْرِي بِممنونِ @@ وقال آخر : @ فَتَرَى خَلْفَها مِنَ الرَّجْعِ والْوَقْـ ـعِ مَنِينا كأَنَّهُ أَهْبَاء @@ يعني بالمَنِين الغبَار المنقطع الضعيف . وعن ابن عباس أيضاً ومقاتل : غير منقوص . ومنه المَنُون لأنها تنقص منَّة الإنسانِ أي قوّته وقاله قطرب وأنشد قول زهير : @ فَضْل الجِيادِ على الخيلِ البِطاءِ فَلاَ يُعْطِي بِذلِك مَمْنُوناً ولا نَزِقَا @@ قال الجوهري : والمنّ القطع ، ويقال النقص ومنه قوله تعالى : { لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } . وقال لبِيد : @ غـبْـسٌ كَـوَاسِـبُ لاَ يُـمَـنُّ طَـعَـامُـهـا @@ وقال مجاهد : « غَيْرُ مَمْنُونٍ » غير محسوب . وقيل : « غَيْرُ مَمْنُونٍ » عليهم به . قال السدي : نزلت في الزَّمْنى والمَرْضَى والْهَرْمَى إذا ضعفوا عن الطاعة كتب لهم من الأجر كأصح ما كانوا يعملون فيه .