Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 20-20)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ ٱلرَّحْمَـٰنُ } يعني قال المشركون على طريق الاستهزاء والسخرية : لو شاء الرحمٰن على زعمكم ما عبدنا هذه الملائكة . وهذا منهم كلمة حق أريد بها باطل . وكل شيء بإرادة الله ، وإرادتُه تجب وكذا علمه فلا يمكن الاحتجاج بها وخلاف المعلوم والمراد مقدور وإن لم يقع . ولو عبدوا الله بدل الأصنام لعلمنا أن الله أراد منهم ما حصل منهم . وقد مضى هذا المعنى في الأنعام عند قوله : { سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكْنَا } [ الأنعام : 148 ] وفي « يۤس » : { أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطْعَمَهُ } [ يۤس : 47 ] . وقوله : { مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ } مردود إلى قوله : { وَجَعَلُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَاثاً } أي ما لهم بقولهم : الملائكة بنات الله من علم قاله قتادة ومقاتل والكلبي . وقال مجاهد وابن جريج : يعني الأوثان أي ما لهم بعبادة الأوثان من علم . « مِن » صلة . { إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } أي يَحْدِسون ويكذبون فلا عذر لهم في عبادة غير الله عز وجل . وكان في ضمن كلامهم أن الله أمرنا بهذا أو رضي ذلك منا ، ولهذا لم ينهنا ولم يعاجلنا بالعقوبة .