Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 34-35)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً } أي ولجعلنا لبيوتهم . وقيل : « لِبُيُوتِهِمْ » بدل اشتمال من قوله : { لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ } . « أَبْوَاباً » أي من فضة . { وَسُرُراً } كذلك وهو جمع السرير . وقيل : جمع الأسِرَّة ، والأسِرّة جمع السرير فيكون جمع الجمع . { عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ } الاتكاء والتَّوَكُّؤ : التحامل على الشيء ومنه : { أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا } [ طه : 18 ] . ورجل تُكَأَة مثال هُمَزَة كثير الاتكاء . والتُّـكَأة أيضاً : ما يُتَّـكأ عليه . وٱتكأ على الشيء فهو متَّـكِىء والموضع متَّـكأ . وطعنه حتى أتكأه على أَفْعَلَه أي ألقاه على هيئة المُتَّـكِىء . وتوكأت على العصا . وأصل التاء في جميع ذلك واو ، ففعل به ما فُعل بٱتزن وٱتّعد . { وَزُخْرُفاً } الزخرف هنا الذهب عن ٱبن عباس وغيره . نظيره : { أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ } [ الإسراء : 93 ] وقد تقدّم . وقال ٱبن زيد : هو ما يتخذه الناس في منازلهم من الأمتعة والأثاث . وقال الحسن : النقوش وأصله الزينة . يقال : زخرفت الدار أي زينتها . وتزخرف فلان أي تزين . وانتصب « زُخْرُفاً » على معنى وجعلنا لهم مع ذلك زخرفاً . وقيل : بنزع الخافض والمعنى فجعلنا لهم سُقُفاً وأبواباً وسرراً من فضة ومن ذهب فلما حذف « مِن » قال : « وزخرفاً » فنصب . { وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } قرأ عاصم وحمزة وهشام عن ٱبن عامر « وإنّ كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا » بالتشديد . الباقون بالتخفيف وقد ذكر هذا . وروي عن أبي رجاء كسر اللام من « لَمَّا » فـ « ـما » عنده بمنزلة الذي ، والعائد عليها محذوف والتقدير : وإن كل ذلك للذي هو متاع الحياة الدنيا ، وحذفُ الضمير هاهنا كحذفه في قراءة من قرأ { مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا } [ البقرة : 26 ] و { تَمَاماً عَلَى ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ } [ الأنعام : 154 ] . أبو الفتح : ينبغي أن يكون « كُلُّ » على هذه القراءة منصوبة لأنّ « إنْ » مخففة من الثقيلة ، وهي إذا خففت وبطل عملها لزمتها اللام في آخر الكلام للفرق بينها وبين « إن » النافية التي بمعنى ما نحو إن زيد لقائم ، ولا لام هنا سوى الجارة . { وَٱلآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } يريد الجنة لمن ٱتقى وخاف . وقال كعب : إني لأجد في بعض كتب الله المنزلة : لولا أن يَحْزَن عبدي المؤمن لكلّلت رأس عبدي الكافر بالإكليل ، ولا يتصدّع ولا ينبِض منه عرق بوجع . وفي صحيح الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " وعن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء " وفي الباب عن أبي هريرة ، وقال : حديث حسن غريب . وأنشدوا : @ فلو كانت الدنيا جزاءً لمحسن إذاً لم يكن فيها معاش لظالم لقد جاع فيها الأنبياء كرامةً وقد شَبِعت فيها بطون البهائم @@ وقال آخر :