Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 5-6)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ } قال النقاش : الأمر هو القرآن أنزله الله من عنده . وقال ٱبن عيسى : هو ما قضاه الله في الليلة المباركة من أحوال عباده . وهو مصدر في موضع الحال . وكذلك { رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } وهما عند الأخفش حالان تقديرهما : أنزلناه آمرين به وراحمين . المبرد : « أمراً » في موضع المصدر ، والتقدير : أنزلناه إنزالاً . الفراء والزجاج : « أمراً » نصب بـ « ـيُفْرَق » ، مثل قولك « يفرق فرقاً » فأمر بمعنى فرق فهو مصدر ، مثل قولك : يضرب ضرباً . وقيل : « يفرق » يدلّ على يؤمر ، فهو مصدر عمل فيه ما قبله . « إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ . رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ » قال الفراء : « رَحْمَةً » مفعول بـ « ـمرسِلِين » . والرحمة النبيّ صلى الله عليه وسلم . وقال الزجاج : « رَحْمَةً » مفعول من أجله أي أرسلناه للرحمة . وقيل : هي بدل من قوله . « أَمْراً » وقيل : هي مصدر . الزمخشريّ : « أَمْراً » نصب على الاختصاص ، جعل كلّ أمر جزلاً فَخْماً بأن وصفه بالحكيم ، ثم زاده جزالة وكسبه فخامة بأن قال : أعني بهذا الأمر أمراً حاصلاً من عندنا ، كائناً من لَدُنَّا ، وكما اقتضاه علمنا وتدبيرنا . وفي قراءة زيد بن عليّ « أَمْرٌ مِنْ عِنْدِنَا » على هو أمر ، وهي تنصر ٱنتصابه على الاْختصاص . وقرأ الحسن « رحمة » على تلك هي رَحْمَةٌ ، وهي تنصر ٱنتصابها بأنه مفعول له .