Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 7-9)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { رَبِّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } قرأ الكوفيون « رَبِّ » بالجر . الباقون بالرفع رَدًّا على قوله : { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } . وإن شئت على الابتداء ، والخبرُ لا إلٰه إلا هو . أو يكون خبر ابتداء محذوف تقديره : هو ربّ السموات والأرض . والجر على البدل من « رَبِّكَ » وكذلك : « رَبُّـكُـمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ اْلأَوَّلِينَ » بالجر فيهما رواه الشَّيْزَرِيّ عن الكسائي . الباقون بالرفع على الاستئناف . ثم يحتمل أن يكون هذا الخطاب مع المعترف بأن الله خلق السموات والأرض أي إن كنتم موقنين به فٱعلموا أن له أن يرسل الرسل ، وينزل الكتب . ويجوز أن يكون الخطاب مع من لا يعترف أنه الخالق أي ينبغي أن يعرفوا أنه الخالق وأنه الذي يحيي ويميت . وقيل : الموقن هاهنا هو الذي يريد اليقين ويطلبه كما تقول : فلان يُنْجِد أي يريد نجداً . ويُتهِم أي يريد تِهامة . { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ } أي هو خالق العالم فلا يجوز أن يشرك به غيره ممن لا يقدر على خلق شيء . و « هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ » أي يحيي الأموات ويميت الأحياء . { رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } أي مالككم ومالك من تقدم منكم . واتقوا تكذيب محمد لئلا ينزل بكم العذاب . { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ } أي ليسوا على يقين فيما يظهرونه من الإيمان والإقرار في قولهم : إن الله خالقهم وإنما يقولونه لتقليد آبائهم من غير علم فهم في شك . وإن توهّموا أنهم مؤمنون فهم يلعبون في دينهم بما يعنّ لهم من غير حجة . وقيل : « يَلْعَبُونَ » يضيفون إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم الافتراء استهزاء . ويقال لمن أعرض عن المواعظ : لاعب وهو كالصبي الذي يلعب فيفعل ما لا يدري عاقبته .