Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 11-11)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ } اختلف في سبب نزولها على ستة أقوال : الأوّل أن أبا ذَرّ الغفاري دعاه النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام بمكة فأجاب ، واستجار به قومه فأتاه زعيمهم فأسلم ، ثم دعاهم الزعيم فأسلموا فبلغ ذلك قريشاً فقالوا : غفارٌ الحلفاء لو كان هذا خيراً ما سبقونا إليه فنزلت هذه الآية ، قاله أبو المتوكل . الثاني أن زِنِّيرة أسلمت فأصيب بصرها فقالوا لها : أصابك اللات والعزى فردّ الله عليها بصرها . فقال عظماء قريش : لو كان ما جاء به محمد خيراً ما سبقتنا إليه زِنِّيرة فأنزل الله تعالى هذه الآية قاله عروة بن الزبير . الثالث أن الذين كفروا هم بنو عامر وغَطَفان وتميم وأسَد وحَنْظَلة وأشْجَع ، قالوا لمن أسلم من غِفار وأسلم وجُهينة ومُزينة وخزاعة : لو كان ما جاء به محمد خيراً ما سبقتنا إليه رُعاة الْبَهْم إذ نحن أعزّ منهم قاله الكلبي والزّجاج ، وحكاه القُشَيْري عن ٱبن عباس . وقال قتادة : نزلت في مشركي قريش ، قالوا : لو كان ما يدعونا إليه محمد خيراً ما سبقنا إليه بِلال وصُهيب وعَمّار وفلان وفلان . وهو القول الرابع . القول الخامس أن الذين كفروا من اليهود قالوا للذين آمنوا يعني عبد الله بن سلام وأصحابه : لو كان دين محمد حقاً ما سبقونا إليه قاله أكثر المفسرين ، حكاه الثعلبي . وقال مسروق : إن الكفار قالوا لو كان خيراً ما سبقتنا إليه اليهود فنزلت هذه الآية . وهذه المعارضة من الكفار في قولهم : لو كان خيراً ما سبقونا إليه من أكبر المعارضات بانقلابها عليهم لكل من خالفهم حتى يقال لهم : لو كان ما أنتم عليه خيراً ما عدلنا عنه ، ولو كان تكذيبكم للرسول خيراً ما سبقتمونا إليه ذكره الماوردي . ثم قيل : قوله : { مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ } يجوز أن يكون من قول الكفار لبعض المؤمنين ، ويجوز أن يكون على الخروج من الخطاب إلى الغيبة كقوله تعالى : { حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي ٱلْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم } [ يونس : 22 ] . { وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ } يعني الإيمان . وقيل القرآن . وقيل محمد صلى الله عليه وسلم . { فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَآ إِفْكٌ قَدِيمٌ } أي لما لم يصيبوا الهدى بالقرآن ولا بمن جاء به عادَوْه ونسبُوه إلى الكذب ، وقالوا هذا إفك قديم كما قالوا : أساطير الأوّلين . وقيل لبعضهم : هل في القرآن : من جهل شيئاً عاداه ؟ فقال نعم ، قال الله تعالى : { وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَآ إِفْكٌ قَدِيمٌ } ومثله : { بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ } [ يونس : 39 ] .