Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 20-21)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي المؤمنون المخلصون . { لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ } ٱشتياقاً للوَحْي وحرصاً على الجهاد وثوابه . ومعنى « لَوْلاَ » هلا . { فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ } لا نسخ فيها . قال قتادة : كل سورة ذكر فيها الجهاد فهي مُحْكمة ، وهي أشدّ القرآن على المنافقين . وفي قراءة عبد الله « فَإذَا أنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْدَثَةٌ » أي محدثة النزول . { وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ } أي فرض فيها الجهاد . وقرىء « فَإذَا أنْزِلَتْ سُورَةٌ وذَكَر فِيهَا الْقِتَالَ » على البناء للفاعل ونصب القتال . { رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } أي شك ونفاق . { يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ ٱلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ } أي نظر مغموصين مغتاظين بتحديد وتحديق كمن يشخص بصره عند الموت وذلك لجبنهم عن القتال جزعاً وهلعاً ، ولميلهم في السر إلى الكفار . قوله تعالى : { فَأَوْلَىٰ لَهُمْ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } « فَأَوْلَى لَهُمْ » قال الجوهريّ : وقولهم : أَوْلَى لَكَ ، تهديد ووعيد . قال الشاعر : @ فأوْلَى ثم أَوْلَى ثم أَوْلَى وهل لِلدَّرِّ يُحْلَبُ من مَرَدِّ @@ قال الأصمعي : معناه قارَبَه ما يُهْلكه أي نزل به . وأنشد : @ فعادَى بين هادِيَتَيْن منها وأوْلَى أن يزيد على الثلاث @@ أي قارب أن يزيد . قال ثعلب : ولم يقل أحد في « أَوْلَى » أحسن مما قال الأصمعي . وقال المُبَرِّد : يقال لمن هَمّ بالعَطَب ثم أفْلَت : أوْلى لك أي قاربت العطب . كما رُوِي أن أعرابيًّا كان يوالي رَمْيَ الصيد فيُفْلِت منه فيقول : أوْلى لك . ثم رمى صيداً فَقاربه ثم أفلت منه فقال : @ فلو كان أوْلَى يُطعِم القومَ صِدْتُهم ولكنّ أوْلَى يَتْرُكُ القومَ جُوَّعَا @@ وقيل : هو كقول الرجل لصاحبه : يا محروم ، أيّ شيء فاتك ! وقال الجُرْجَانِيّ : هو مأخوذ من الويل فهو أفعل ، ولكن فيه قلب وهو أن عين الفعل وقع موقع اللام . وقد تم الكلام على قوله : { فَأَوْلَىٰ لَهُمْ } . قال قتادة : كأنه قال العقاب أوْلَى لهم . وقيل : أي وَلِيَهم المكروه . ثم قال : « طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ » أي طاعة وقول معروف أمثل وأحسن وهو مذهب سيبويه والخليل . وقيل : إن التقدير أمرنا طاعة وقول معروف فحذف المبتدأ فيوقف على « فَأَوْلَى لَهُمْ » . وكذا من قدّر يقولون مِنَّا طاعة . وقيل : إن الآية الثانية متصلة بالأولى . واللام في قوله : « لَهُمْ » بمعنى الباء أي الطاعة أولى وأليق بهم ، وأحق لهم من ترك ٱمتثال أمر الله . وهي قراءة أُبَيّ « يَقُولُونَ طَاعَةٌ » . وقيل إن : « طَاعَةٌ » نعت لـ « سورة » على تقدير : فإذا أنزلت سورة ذات طاعة ، فلا يوقف على هذا على « فَأَوْلَى لَهُمْ » . قال ابن عباس : إن قولهم « طَاعَةٌ » إخبار من الله عز وجل عن المنافقين . والمعنى لهم طاعة وقول معروف ، قيل : وجوب الفرائض عليهم ، فإذا أنزلت الفرائض شق عليهم نزولها . فيوقف على هذا على « فَأَوْلَى » . قوله تعالى : { فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ } أي جدّ القتال ، أو وجب فرض القتال ، كرهوه . فكرهوه جواب « إذا » وهو محذوف . وقيل : المعنى فإذا عزم أصحاب الأمر . { فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ } أي في الإيمان والجهاد . { لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } من المعصية والمخالفة .