Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 35-35)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فيه ثلاث مسائل : الأولى قوله تعالى : { فَلاَ تَهِنُواْ } أي تضعفوا عن القتال . والوهْن : الضعف . وقد وَهَن الإنسانُ وَوَهَنَهُ غيره ، يتعدّى ولا يتعدّى . قال : @ إنني لست بموهونٍ فَقِرْ @@ ووهِن أيضاً بالكسر وَهْناً أي ضعف ، وقرىء « فما وهُنُوا » بضم الهاء وكسرها . وقد مضى في آل عمران . الثانية قوله تعالى : { وَتَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلسَّلْمِ } أي الصلح . { وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ } أي وأنتم أعلم بالله منهم . وقيل : وأنتم الأعلون في الحجة . وقيل : المعنى وأنتم الغالبون لأنكم مؤمنون وإن غلبوكم في الظاهر في بعض الأحوال . وقال قتادة : لا تكونوا أوّل الطائفتين ضرعت إلى صاحبتها . الثالثة واختلف العلماء في حكمها فقيل : إنها ناسخة لقوله تعالى : { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا } [ الأنفال : 61 ] لأن الله تعالى منع من الميل إلى الصلح إذا لم يكن بالمسلمين حاجة إلى الصلح . وقيل : منسوخة بقوله تعالى : { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا } [ الأنفال : 16 ] . وقيل : هي محكمة . والآيتان نزلتا في وقتين مختلفي الحال . وقيل : إن قوله : { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا } مخصوص في قوم بأعيانهم ، والأخرى عامة . فلا يجوز مهادنة الكفار إلا عند الضرورة وذلك إذا عجزنا عن مقاومتهم لضعف المسلمين . وقد مضى هذا المعنى مستوفى . { وَٱللَّهُ مَعَكُمْ } أي بالنصر والمعونة مثل : { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ } [ العنكبوت : 69 ] : { وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } أي لن ينقصكم عن ابن عباس وغيره . ومنه الموتور الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه تقول منه : وَتَره يَتِره وَتْراً وَتِرَةً . ومنه قوله عليه السلام : " من فاتته صلاة العصر فكأنما وَتَرَ أهله وماله " أي ذهب بهما . وكذلك وَتَرَهُ حقّه أي نقصه . وقوله تعالى : { وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } أي لن ينتقصكم في أعمالكم كما تقول : دخلت البيت وأنت تريد في البيت قاله الجوهريّ . الفرّاء : « وَلَنْ يَتِرَكُمْ » هو مشتق من الوتر وهو الفرد فكان المعنى : ولن يفردكم بغير ثواب .