Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 38-38)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ } أي هأنتم هؤلاء أيها المؤمنون تدعون { لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي في الجهاد وطريق الخير . { فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ } أي على نفسه أي يمنعها الأجر والثواب . { وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ } أي إنه ليس بمحتاج إلى أموالكم . { وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ } إليها . { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } أي أطوع لِلّه منكم . روى الترمذيّ " عن أبي هريرة قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم } قالوا : ومن يُستبدل بنا ؟ قال : فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكِب سلمان ثم قال : « هذا وقومه . هذا وقومه » " قال : حديث غريب في إسناده مقال . وقد روى عبد الله بن جعفر بن نجيح والد علي بن المديني أيضاً هذا الحديث عن العلاء بن عبد الرحمٰن " عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ، من هؤلاء الذين ذكر الله إن تَوَلَّينا ٱستبدلوا ثم لا يكونوا أمثالنا ؟ قال : وكان سلمان جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ سلمان ، قال : « هذا وأصحابه . والذي نفسي بيده لو كان الإيمان مَنُوطاً بالثُّرَيَّا لتناوله رجال من فارس » " وقال الحسن : هم العجم . وقال عكرمة : هم فارس والروم . قال المحاسبيّ : فلا أحد بعد العرب من جميع أجناس الأعاجم أحسنُ دِيناً ، ولا كانت العلماء منهم إلا الفرس . وقيل : إنهم اليمن ، وهم الأنصار قاله شريح بن عبيد . وكذا قال ابن عباس : هم الأنصار . وعنه أنهم الملائكة . وعنه هم التابعون . وقال مجاهد : إنهم من شاء من سائر الناس . { ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم } قال الطبريّ : أي في البخل بالإنفاق في سبيل الله . وحكي عن أبي موسى الأشعري أنه لما نزلت هذه الآية فرح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " هي أحبّ إليّ من الدنيا " والله أعلم .