Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 11-11)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { سَيَقُولُ لَكَ ٱلْمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ } قال مجاهد وابن عباس : يعني أعراب غِفار ومُزَيْنة وجُهينة وأَسْلم وأشْجَع والدِّيل وهم الأعراب الذين كانوا حول المدينة تخلّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد السفر إلى مكة عام الفتح ، بعد أن كان استنفرهم ليخرجوا معه حَذَراً من قريش ، وأحرم بعُمْرَةٍ وساق معه الهَدْيَ ليعلم الناس أنه لا يريد حرباً فتثاقلوا عنه واعتلّوا بالشّغل فنزلت . وإنما قال : « الْمُخَلّفُونَ » لأن الله خلّفهم عن صحبة نبيّه . والمخلَّف المتروك . وقد مضى في « براءة » . { شَغَلَتْنَآ أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا } أي ليس لنا من يقوم بهما . { فَٱسْتَغْفِرْ لَنَا } جاءوا يطلبون الاْستغفار وٱعتقادُهم بخلاف ظاهرهم ففضحهم الله تعالى بقوله : { يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } وهذا هو النفاق المحض . { قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً } قرأ حمزة والكسائي « ضُرًّا » بضم الضاد هنا فقط أي أمراً يضركم . وقال ٱبن عباس : الهزيمة . الباقون بالفتح وهو مصدر ضررته ضَرًّا . وبالضم ٱسم لما ينال الإنسان من الهزال وسوء الحال . والمصدر يؤدّي عن المرّة وأكثر . وٱختاره أبو عبيد وأبو حاتم ، قالا : لأنه قابله بالنفع وهو ضدّ الضرّ . وقيل : هما لغتان بمعنًى كالفَقْر والفُقْر والضَّعْف والضُّعْف . { أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً } أي نصراً وغَنِيمة . وهذا ردّ عليهم حين ظنوا أن التخلف عن الرسول يدفع عنهم الضر ويعجِّل لهم النفع .