Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 8-9)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً } قال قتادة : على أمتك بالبلاغ . وقيل : شاهداً عليهم بأعمالهم من طاعة أو معصية . وقيل : مُبَيِّناً لهم ما أرسلناك به إليهم . وقيل : شاهداً عليهم يوم القيامة . فهو شاهد أفعالهم اليوم ، والشهيد عليهم يوم القيامة . وقد مضى في « النساء » عن سعيد بن جبير هذا المعنى مبيَّناً . { وَمُبَشِّراً } لمن أطاعه بالجنة . { وَنَذِيراً } من النار لمن عصى قاله قتادة وغيره . وقد مضى في « البقرة » ٱشتقاق البشارة والنذارة ومعناهما . وٱنتصب « شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً » على الحال المقدرة . حكى سيبويه : مررت برجل معه صقر صائداً به غداً فالمعنى : إنا أرسلناك مقدرين بشهادتك يوم القيامة . وعلى هذا تقول : رأيت عمراً قائماً غداً . { لِّتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } قرأ ابن كثير وابن مُحَيْصن وأبو عمرو « لِيُوْمِنُوا » بالياء ، وكذلك « يُعَزِّرُوهُ وَيُوَقِّرُوهُ وَيُسَبِّحُوهُ » كله بالياء على الخبر . وٱختاره أبو عبيد لذكر المؤمنين قبله وبعده فأما قبله فقوله : « لِيُدْخِلَ » وأما بعده فقوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ } الباقون بالتاء على الخطاب ، واختاره أبو حاتم . { وَتُعَزِّرُوهُ } أي تعظموه وتفخّموه قاله الحسن والكلبي . والتعزير : التعظيم والتوقير . وقال قتادة : تنصروه وتمنعوا منه . ومنه التعزير في الحدّ لأنه مانع . قال القَطَامِيّ : @ ألا بَكَرَتْ مَيٌّ بغير سَفَاهةٍ تُعاتِبُ والْمَوْدُودُ ينفعه العَزْر @@ وقال ابن عباس وعكرمة : تقاتلون معه بالسيف . وقال بعض أهل اللغة : تطيعوه . { وَتُوَقِّرُوهُ } أي تسوِّدُوه قاله السدي . وقيل تعظموه . والتوقير : التعظيم والتَّرْزِين أيضاً . والهاء فيهما للنبيّ صلى الله عليه وسلم . وهنا وقف تام ، ثم تبتدىء « وَتُسَبِّحُوهُ » أي تسبحوا الله { بُكْرَةً وَأَصِيلاً } أي عَشِيًّا . وقيل : الضمائر كلّها للّه تعالى فعلى هذا يكون تأويل « تُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ » أي تُثبتوا له صحة الربوبية وتَنفوا عنه أن يكون له ولد أو شريك . وٱختار هذا القول القشيري . والأوّل قول الضحاك ، وعليه يكون بعض الكلام راجعاً إلى الله سبحانه وتعالى وهو « وَتُسَبِّحُوهُ » من غير خلاف . وبعضه راجعاً إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وهو « وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ » أي تدعوه بالرسالة والنبوّة لا بالاسم والكُنْيَة . وفي « تُسَبِّحُوهُ » وجهان : أحدهما تسبيحه بالتنزيه له سبحانه من كل قبيح . والثاني هو فعل الصلاة التي فيها التسبيح . « بُكْرَةً وَأَصِيلاً » أي غُدْوة وعَشِيًّا . وقد مضى القول فيه . وقال الشاعر :