Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 51, Ayat: 31-37)
Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } لما تيقن إبراهيم عليه السلام أنهم ملائكة بإحياء العجل والبشارة قال لهم : { فَمَا خَطْبُكُمْ } أي ما شأنكم وقصتكم { أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } { قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } يريد قوم لوط . { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ } أي لنرجمهم بها . { مُّسَوَّمَةً } أي مُعَلَّمةً . قيل : كانت مخططة بسواد وبياض . وقيل : بسواد وحُمرة . وقيل : « مُسَوَّمةً » أي معروفة بأنها حجارة العذاب . وقيل : على كل حجر ٱسم من يهلك به . وقيل : عليها أمثال الخواتيم . وقد مضى هذا كله في « هود » . فجعلت الحجارة تتبع مسافريهم وشُذَّاذهم فلم يفلت منهم مخبر . { عِندَ رَبِّكَ } أي عند الله وقد أعدّها لرجم من قضى برجمه . ثم قيل : كانت مطبوخة طبخ الآجر ، قاله ٱبن زيد وهو معنى قوله تعالى : { بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ } على ما تقدّم بيانه في « هود » . وقيل : هي الحجارة التي نراها وأصلها طين ، وإنما تصير حجارة بإحراق الشمس إياها على مر الدهور . وإنما قال : « مِنْ طِينٍ » ليعلم أنها ليست حجارة الماء التي هي البَرَد . حكاه القشيري . قوله تعالى : { فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي لما أردنا إهلاك قوم لوط أخرجنا من كان في قومه من المؤمنين لئلا يهلك المؤمنون ، وذلك قوله تعالى : { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ } [ هود : 81 ] . { فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } يعني لوطاً وبنتيه وفيه إضمار أي فما وجدنا فيها غير أهل بيت . وقد يقال بيت شريف يراد به الأهل . وقوله : « فِيهَا » كناية عن القرية ولم يتقدّم لها ذكر لأن المعنى مفهوم . وأيضاً فقوله تعالى : { إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } يدل على القرية لأن القوم إنما يسكنون قرية . وقيل : الضمير فيها للجماعة . والمؤمنون والمسلمون هاهنا سواء فجنّس اللفظ لئلا يتكرر ، كما قال : { إِنَّمَآ أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى ٱللَّهِ } [ يوسف : 86 ] . وقيل : الإيمان تصديق القلب ، والإسلام الانقياد بالظاهر ، فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمناً . فسماهم في الآية الأولى مؤمنين لأنه ما من مؤمن إلا وهو مسلم . وقد مضى الكلام في هذا المعنى في « البقرة » وغيرها . وقوله : { قَالَتِ ٱلأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ } [ الحجرات : 14 ] يدل على الفرق بين الإيمان والإسلام وهو مقتضى حديث جبريل عليه السلام في صحيح مسلم وغيره . وقد بيناه في غير موضع . قوله تعالى : { وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً } أي عبرة وعلامة لأهل ذلك الزمان ومن بعدهم نظيره : { وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [ العنكبوت : 35 ] . ثم قيل : الآية المتروكة نفس القرية الخِربة . وقيل : الحجارة المنضودة التي رُجِموا بها هي الآية . { لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ } لأنهم المنتفعون .