Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 38-40)

Tafsir: al-Ǧāmiʿ li-aḥkām al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَفِي مُوسَىٰ } أي وتركنا أيضاً في قصة موسى آية . وقال الفراء : هو معطوف على قوله : { وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ } « وَفِي مُوسَى » . { إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } أي بحجة بيِّنة وهي العصا . وقيل : أي بالمعجزات من العصا وغيرها . قوله تعالى : { فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ } أي فرعون أعرض عن الإيمان « بِرُكْنِهِ » أي بجموعه وأجناده قاله ٱبن زيد . وهو معنى قول مجاهد ، ومنه قوله : { أَوْ آوِيۤ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ } [ هود : 80 ] يعني المنعة والعشيرة . وقال ابن عباس وقتادة : بقوته . ومنه قول عنترة : @ فما أَوْهَى مِرَاسُ الْحَرْبِ رُكْنِي ولَكِنْ مَا تَقَادَمَ مِن زَمَانِي @@ وقيل : بنفسه . وقال الأخفش : بجانبه كقوله تعالى : { أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ } [ الإسراء : 83 ] وقاله المؤرِّج . الجوهري : ورُكْن الشيء جانبه الأقوى ، وهو يأوي إلى ركن شديد أي عزة ومنعة . القشيري : والركن جانب البدن . وهذا عبارة عن المبالغة في الإعراض عن الشيء . { وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } « أو » بمعنى الواو ، لأنهم قالوها جميعاً . قاله المؤرج والفراء ، وأنشد بيت جرير : @ أَثَعْلَبَة الفَوَارِسَ أَو رِيَاحَا عَدَلْتَ بِهِم طُهَيَّةَ والْخِشَابَا @@ وقد توضع « أو » بمعنى الواو كقوله تعالى : { وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً } [ الإنسان : 24 ] والواو بمعنى أو ، كقوله تعالى : { فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ } [ النساء : 3 ] وقد تقدّم جميع هذا . { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ } لكفرهم وتوليهم عن الإيمان . { فَنَبَذْنَاهُمْ } أي طرحناهم { فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ } يعني فرعون ، لأنه أتى ما يلام عليه .